“بنضل فيه 24 ساعة”.. إسدال الصلاة الزي الرسمي لنساء غزة على وقع الحرب (شاهد)
نازحة في غزة: في حال صار قصف مفاجئ نكون على أتم الاستعداد ونحن مستورات

أصبح “إسدال الصلاة” مظهرًا مميزًا للمرأة الفلسطينية في غزة، فهو تقريبًا لا يفارقها صباحًا أو مساءً، وقد التقت الجزيرة مباشر بعضًا منهن للوقوف على دوافع ارتداء ملابس الصلاة رغم اشتداد وطأة القصف الإسرائيلي.
بداية قالت فرح بكر “إحنا بنلبس طقم الصلاة وبنضلنا 24 ساعة فيه، بنّام فيه وبنصحى فيه، وفي حال صار قصف مفاجئ نكون على أتم الاستعداد ونحن مستورات”.
وأضافت تحرير أبو صواوين، وهي تقف وسط تجمع للنازحين، أن إسدال الصلاة يُعَد الزي الرسمي لجميع نساء غزة منذ بدء الحرب عليها، مؤكدة أنه يرمز إلى العفاف والطهارة والستر؛ لأنه فضفاض.
وأشارت النازحة منال عفانة “بنخاف في أي وقت يصير إشي، أنا وبناتي لابسينه بنشلحوش أبدًا”.

“ساتِرنا”
ولفتت ريما بركات إلى أن ثوب الصلاة يُعَد الأفضل للنساء خلال أيام الحرب لسترته، قائلة “هو ساترنا، بنلاقيش غيره وبنحطه جنبنا دايمًا، وبنلبسه لأنه ساترنا في الحرب”.
وأردفت انتصار حسنين أنها ترتدي إسدال الصلاة دائمًا بسبب قلة الملابس وعدم توفرها بشكل كبير في القطاع بعد قصف المحال التجارية، وأضافت أنها ترتديه طوال اليوم في حال حصول أي وضع طارئ.
واستطردت النازحة أم رائد، وهي تطهو في وسط المخيم، أنها خرجت مع عائلتها من منزلها بعد قصفه بأوراقهم الثبوتية وبثوب الصلاة على جسدها فقط، وأضافت “سبنا كل أواعينا ومالنا في البيت واجينا بهالحال”، موضحة أنها تؤدي جميع مهامها اليومية خلال أيام الحرب وهي مرتدية لبس الصلاة.
الزي الأساسي وقت الحرب
وقالت المسنة أم غسان، وهي تجلس أمام خيمتها المتهالكة، إنها عندما نزحت من الشمال إلى الجنوب لم تجد ملابس بديلة لإسدال الصلاة، مؤكدة ارتداءها له دومًا في حال حدوث قصف بأي وقت.
وشاركتها نهلة بكر الرأي نفسه قائلة “اللبس الأساسي للبنت لما يصير في حرب هو طقم الصلاة”، موضحة أن أول شيء تبحث عنه صباحًا لارتدائه هو ثوب “الإسدال”.
ويبدو أن من معطيات الحرب بعدما قُصفت منازلهن، وأُرغمن على ترك متعلقاتهن الشخصية وذكرياتهن تحت الركام، أصبح ثوب الصلاة هو الزي الرسمي لنساء غزة على وقع الحرب.