نيويورك تايمز: إدارة بايدن تجري محادثات سرية مع إسرائيل ولبنان لمنع التصعيد إلى حرب شاملة

كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، أن إدارة الرئيس بايدن، تجري محادثات مع إسرائيل ولبنان وشخصيات من حزب الله، بهدف تخفيف التوتر الحالي واستعادة الهدوء على المدى الطويل من خلال إبعاد قوات حزب الله عن الحدود.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين -لم تسمهم- أن الهدف الأول للمفاوضات السرية هو منع المناوشات بين إسرائيل وحزب الله من التصاعد إلى حرب شاملة، لكن الحلول الطويلة المدى مطروحة أيضًا على الطاولة.

وقالت الصحيفة نقلا عن المسؤولين، إن المحادثات التي يقودها الوسيط الأمريكي (آموس هوشستين) سيكون تركيزها المباشر على منع المناوشات الحالية على الحدود من التحول إلى صراع شامل.

تحذير أمريكي من التصعيد

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن أرسلت رسائل إلى إسرائيل ولبنان وحزب الله تحذرهم من أن خطر التصعيد مرتفع للغاية وشجعتهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب حرب يمكن أن تجتذب إيران وجماعات إقليمية مسلحة أخرى والولايات المتحدة إلى الصراع.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول لبناني رفيع، قوله إن واشنطن تتواصل مع حزب الله من خلال وسطاء هم رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس البرلمان اللبنانيين.

وقالت إن إدارة بايدن تناقش أيضا معايير اتفاق طويل الأمد لزيادة الاستقرار يساعد على عودة النازحين إلى شمال إسرائيل وجنوب لبنان، وتسعى لأن يكون الجيش اللبناني هو القوة الوحيدة الموجودة على الحدود من الجانب اللبناني وإبعاد حزب الله، على حد قول الصحيفة.

“رسائل إسرائيلية متضاربة”

ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة، قولها إن إسرائيل أرسلت رسائل متضاربة بشأن مسافة ابتعاد حزب الله عن الحدود، وطلب مقترح إسرائيلي ابتعاد حزب الله 5 كيلومترات على الأقل، في حين طلب مقترح آخر ابتعاده 8 كيلومترات.

وقالت الصحيفة نقلا عن المسؤولين، إن إدارة بايدن لم تتخذ بعد موقفا رسميا بشأن المسافة التي سيبتعد بها حزب الله عن الحدود حرصًا على سير المفاوضات غير أن المسؤولين الأمريكيين يرون أن يبتعد حزب الله مسافة أكثر من 5 كيلومترات.

وقالت نيويورك تايمز نقلا عن المصادر، إن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا نظراءهم في لبنان وإسرائيل أن استعادة الهدوء على الحدود غير مرجحة قبل إنهاء إسرائيل حربها في غزة.

شنّ هجوم كبير

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن إسرائيل فكرت مع تصاعد التوتر على الحدود، في شن هجوم كبير على حزب الله في لبنان.

وبحسب ما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين، فإن دافع الهجوم الجوي هو شلّ قدرة حزب الله على فتح جبهة ثانية، لكن إدارة بايدن حثت إسرائيل على عدم فعل ذلك لأن المعلومات الاستخبارية أظهرت أن حزب الله وحلفاء طهران لا يريدون حربا مع إسرائيل.

كما أن الولايات المتحدة قدرت أن حزب الله سيتعافى فورا من الضربة الإسرائيلية المزمعة ويطلق وابلا ضخما من الصواريخ على أهداف استراتيجية في إسرائيل.

وبحسب نيويورك تايمز، فإن القادة الإسرائيليين كانوا منقسمين بشدة بشأن تنفيذ الهجوم الجوي المقترح على الحزب، واتفقوا أخيرا على السعي إلى حل دبلوماسي، وبعد وقت قصير من موافقة إسرائيل بدأ هوشستين رحلات مكوكية.

وبحسب تقديرات المسؤولين الأمريكيين، فإن حزب الله “أظهر قدرا من ضبط النفس وكان عدد قتلى الإسرائيليين منخفضا نسبيا لأن حزب الله كان يطلق عمدا عددا من الصواريخ في مناطق غير مأهولة” بحسب نيويورك تايمز.