“قتلوا أبي وأمي أمامي”.. شهادة مروعة لطفل فلسطيني عن قتل قوات الاحتلال لوالديه (شاهد)

يقول الروائي الإيطالي إيتالو كالفيينو “المدن كالأحلام، وما يبهرك في مدينة ما ليس روائعها السبع، أو السبع والسبعين، بل الجواب الذي تعطيه عن أحد أسئلتك”، والجواب الذي تعطيه غزة مجموعة من القصص المروعة عن الجميع، أطفالًا وشيوخًا وشبابًا، ولكن قصص الأطفال الذين فقدوا والديهم مع دخول الحرب على غزة شهرها الثالث هي أكثرها بؤسًا وحزنًا.
يروي الطفل أحمد خطاب للجزيرة مباشر قصة فقد والديه، قائلًا “كنا قاعدين بنحط الغداء سمعنا صوت يهود بينادوا على بعض بالعبري”، ليلاحق النداء صوت دق قوي بالشاكوش على الحائط.
ويستكمل ذو الـ11 ربيعًا “اليهود طخوا أبويا، وأمي راحت تشوفه طخوها”، مؤكدًا تحصن والده بالراية البيضاء ظنًّا منه أنها سبيل النجاة، ولكن دون جدوى.
ويستطرد خطاب وهو ينظر نظرات تائهة “ورموا علينا قنبلة، ولمّا أمي انطخت أخويا الصغير وقع من أمي”، مؤكدًا إصابته بشظية في عينه جرّاء القنبلة التي ألقاها الاحتلال عليهم.
ولفت إلى تحقيق قوات الاحتلال مع جميع من كانوا بالمنزل “أخدونا عند الجيران وقعدوا يحققوا معنا من الصباح وحتى المغرب”، مضيفًا “وأعطونا رايات بيضاء، وقالوا لنا امشوا في طريق صلاح الدين”.
ويشرح الطفل أحمد كيف كانت عمليات التحقيق مهينة “شلحوا الرجال وأخدوهم في غرف منعزلة وصاروا يعذبوا فيهم، لكن جثة بابا وماما ظلت في المطبخ”.
ويستعرض الطفل أحمد ذكرياته مع والده وهو تخنقه العبرات قائلًا “كان يشتري لنا ألعابًا وكان يجيب لنا أكل وشرب”، مؤكدًا اشتياقه إلى والديه وبيته.
ويشير وسط دموعه المنهمرة جراء الفقد والقهر إلى وصية والده له بالاعتناء بأخويه “كان دايمًا يقول لي: أنت الكبير، أنت البطل، لازم تدير بالك على أختك وأخوك”.