أسرة تُفجع بخبر استشهاد 4 من أبنائها في غزة أثناء وجودها في الضفة لعلاج نجلها (شاهد)

تلقى المواطن مازن فايز رقيق خبر استشهاد 4 من أبنائه في قطاع غزة بغارة إسرائيلية على منزل كانوا قد نزحوا إليه خلال الحرب، وذلك أثناء مرافقته وزوجته نجلهم المريض فادي (29 عاما)، الذي يتلقى العلاج في مستشفيات الضفة الغربية منذ 8 أشهر.

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر، روت الأم المكلومة حنان رقيق، كيفية تلقيها خبر استشهاد 4 من أبنائها وهي بعيدة عنهم منذ إبريل/نيسان الماضي، بسبب مرافقتها لنجلها فادي الذي كان قد تعرض لإصابة عمل وهو في غزة واستدعى علاجه الذهاب إلى المشافي داخل الأراضي المحتلة.

ومع اندلاع الحرب على غزة تم طردهم من قبل إدارة المستشفى الإسرائيلي، وتكفلت مستشفيات الضفة الغربية بالعلاج، لتكتشف العائلة تعرض نجلها لأخطاء طبية عدة أثناء تلقيه علاجا بالمشافي الإسرائيلية أدت إلى إصابته بالشلل التام واحتياجه لعدة عمليات جراحية.

وبعيون تملؤها الدموع وقلب يعتصره الألم على أبناء استشهدوا ولم تحتضنهم أمهاتهم منذ أشهر، وابن مريض لا يقوى على الحركة أو التعبير عن حزنه لفقد إخوته، قالت حنان “لا يوجد اتصال في غزة وأخبارهم انقطعت منذ أسبوعين، أراقب مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة أي خبر عن أولادي الذين اهتمت بهم أختي في غيابي، ونزحوا معها إلى أكثر من 9 بيوت”، ومؤخرا عادت إلى بيتها في تل الهوى حيث استشهدت داخله.

وأضافت الأم واصفة لحظة استقبال خبر استشهاد أبنائها الأربعة في غزة “قلبي شك، ولادي استشهدوا! أنا متأكدة أن أولادي استشهدوا.. قلتلهم طمنوني ولادي راحو؟ حاسة في غصة في قلبي احكولي ..استشهدوا اولادي؟”.

وتابعت “أولادي الآن تحت الركام، لا يستطيع أحد الوصول إليهم، لقد نجا لأختي ابن واحد أخبرني أنه لم يجد سوى ابنتي ملِكة وهي كانت على الطرف، كفنها ودفنها في حديقة المنزل ولم يتسن لهم حتى الآن إخراج من هم تحت الأنقاض”.

واختتمت حديثها وسط دموع لا تنتهي “هذا الحدث كان في 19 من الشهر ولم نعلم إلا بالأمس بسبب انقطاع الاتصالات، وأتمنى أن يمنحني الله الصبر وحسبنا بالله ونعم الوكيل”.

يتفقد الأب مازن صور أبنائه الشهداء على هاتفه النقال، وذكرياتهم ولحظاتهم العائلية التي كانت تجمعهم في أمان وسلام في بيتهم في غزة، ويتحدث عن طموح كل واحد منهم وعن صفاتهم بكل حزن “عندي بنتي ملكة خلصت تحليل طبي بيولوجي سرطانات، كان لديها طموح ومحبوبة بين الناس، في شهر رمضان كانت توزع مع إخوتها على الناس التمر والبسكوت وكانت تصرف على عائلات دون علمنا”.

الأب مازن يتفقد صور بناته الشهيدات على هاتفه النقال (الجزيرة مباشر)
الأب مازن يتفقد صور بناته الشهيدات على هاتفه النقال (الجزيرة مباشر)

ويستطرد مازن وهو يتمالك دموعه “أما ابنتي نوران فهي مهندسة وكانت مخطوبة لشخص من المغرب وكنا نخطط لزواجها بعد العيد، أولادي حافظين لكتاب الله يخافوا الله، ابني عواد طموح وهو توجيهي قال لي يابا بدي أبيض وجهك السنة هاي وأكون من العشرة الأوائل في المعدل، بعد التوجيهي بدك تجوزني يابا قلتلو حاضر، هيو شهيد”.

ويستكمل “بنتي تالا 13 عاما، متدينة ما عمرها زعلتني طيبة، الحمد لله ولادي طيبين إيدهم سخية خيرين، خالتهم وزوجها الله يرحمهم كانوا حاضنينهم زي أمهم، كل يوم يحكوا معنا يحكوا لنا تقلقوش عليهم، وين بتنام خالتهم بتحطهم بحضنها”.

ويضيف “قبل استشهادهم كانو بيتصلوا على بناتي ويقولوا يابا كل ساعة نحنا بنموت، ربنا يعطينا الشهادة دون إعاقة، وهيهم نالوها الحمد لله”.

واختتم “حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من تآمر على شعبنا، أبناؤنا لا يحملون صواريخ، وهناك قصف متعمد للمدنيين، شعبنا غلبان، نريد للحرب أن تهدأ، لا نريد حروبا”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان