“بدنا نروح نعيش على الرمل في بيوتنا”.. أمنية مسنة فلسطينية مع قرب العام الجديد (شاهد)

“والله ما بنموت من الجوع، بنقع وبنقف صامدين بإذن الله”.. بهذه الكلمات بدأت المسنّة الفلسطينية “نعمة غبن” حديثها للجزيرة مباشر، في تأكيد منها على قوة وصلابة الشعب الفلسطيني في مواجهة الأزمات.
وأضافت المسنّة الفلسطينية وهي منهمكة في صناعة الخبز لسكان المخيم الذي تسكن فيه في رفح جنوبي قطاع غزة “أنا صانعة فرن من طينة وقاعدة بخبز للناس”. وقالت بفخر “صنعناها على أيدينا مفيش لا مصنع صنعوا إلنا ولا حاجة”، مشيرة إلى استمراها في العمل من ساعات الصباح الأولى حتى ساعات المساء المتأخرة.
“5000 رغيف تقريبا” هذا الرقم الكبير كان إجابة الحاجة نعمة عن إنتاجها اليومي من الخبز، مبررة المجهود الكبير المبذول في ذلك رغم كبر سنها قائلة “عشان الصغار ياكلوا”.
وتعدد غبن الخدمات المقطوعة عن غزة قائلة “مفش غاز مفش كهرباء مفش مياه، بنشرب مياه مالحة”، مشيرة إلى إصابة حفيدها بعدوى جراء استخدامهم المياه المالحة، مما اضطرها إلى الذهاب به إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
وبسؤالها عن حالتها النفسية على وقع الحرب والنزوح أجابت “إحساسي تعبانة ضايعة مش عارفة حالي وين”، موضحة أنها لا تتعرف على الأماكن في موقع نزوحها الجديد بسهولة.
وتساءلت نعمة غبن وهي تخرج رغيف خبز جديد “هل القدس إلنا لوحدنا؟! أين الدول العربية؟”، وناشدت الدول العربية تقديم يد العون في محنتهم “الدول العربية تحن علينا وتروحنا بيوتنا وتقف جنبنا ليش سايبينا لحالنا، القدس إلنا لحالنا؟!”
وأضافت “بدنا نروح نعيش على الرمل في بيوتنا، مش هدوها الدور بيعوض الله نعمل خيمة”. وشددت على استعدادها للسكن في خيمة على ركام منزلها، بدلًا من تجرعها مرارة النزوح في مكان لا تستطيع حفظ أركانه مع تقدمها في العمر.
وتابعت بغصة “بدي أشوف أولادي نص هون ونص غادر”، لافتة إلى شوقها للرجوع إلى منزلها، وصناعة الخبز على فرنها الطيني الذي يتوسط منزلها بمدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.