“لو كانوا هنا ما حسيت بوجع”.. طفل من غزة أفقدته الحرب أسرته وأحلامه وقدرته على الحركة (فيديو)
أول ما فعله محمود حينما فتح عينيه هو البكاء على فقدان والديه وإخوته، إذ يشعر الآن بأنه وحيد

“كنا عايشين حياة حلوة، ندرس ونلون ونطلع”.. بهذه الكلمات يعبّر الطفل محمود الحصري عن اشتياقه إلى حياته السابقة قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي فقد خلالها أبويه وثلاثة من إخوته في قصف على منزل نزحوا إليه.
وبقي محمود، الذي لم يتجاوز الـ8 سنوات، وحيدًا مع أخيه الذي يتلقى العلاج في مكان آخر بالقطاع.
ويقول محمود، الموجود بمستشفى في غزة، إنه يشعر بألم شديد في جسده يحرمه النوم أثناء الليل، خاصة في رأسه وقدميه.
بكاء الذكريات
ويستدعي محمود ذكرياته مع إخوته ووالديه، الذين حرمه الاحتلال إياهم، قائلًا “كنا ندرس مع بعض، كنا نلوّن، كنا نطلع مع بعض، ونروح المدرسة، كانوا بيلعبوني، ولو كانوا هنا ما كنت حسيت بوجع”.
ببراءة الأطفال يقول محمود إن أول ما فعله حينما فتح عينيه هو البكاء على فقدان والديه وإخوته، إذ يشعر الآن بأنه وحيد. وكما كل أطفال غزة، يتمنى محمود وقف هذه الحرب ليحصل على العلاج اللازم، قائلًا “أنا بتوجع كتير”.

تغيَّر كثيرًا
وتقول جدة محمود، التي فقدت اثنتين من بناتها وغالبية أحفادها، إن محمود يسأل كثيرًا عما حدث لعائلته ويبكي أبويه طوال الوقت، وأضافت أن محمود لا يستطيع النسيان مهما قدّمت له من دعم نفسي.
وتتحدث ندى -إحدى أفراد العائلة- عن محمود، وتقول إنه تغيَّر كثيرًا بعد ما حدث، ولم يعد اجتماعيًّا أو يلعب كما في السابق.