3 أشقاء من غزة يروون عن الانتهاكات أثناء اعتقال الاحتلال لهم خلال الاجتياح البري

كشف ثلاثة أشقاء فلسطينيين اعتقلتهم إسرائيل في قطاع غزة أنهم وزملاءهم المعتقلين تعرضوا للضرب وجُردوا من ملابسهم باستثناء الملابس الداخلية وتعرضوا للحرق بالسجائر ولأشكال أخرى من سوء المعاملة أثناء اعتقالهم.

وكان صبحي ياسين وشقيقاه سعدي وإبراهيم من بين مجموعة من عشرات الرجال الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدرسة في رفح بجنوبي قطاع غزة وتحدثوا لرويترز عن المعاملة التي لاقوها من الجنود الإسرائيليين.

الجيش الإسرائيلي ينقل معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة- 20 نوفمبر (رويترز)

وقال الأشقاء الثلاثة إنهم نُقلوا من منازلهم في شمالي القطاع بعيدا عن عائلاتهم واحتُجزوا لمدة تصل إلى أسبوعين في أماكن مجهولة منها ثكنة عسكرية أو معسكر.

وقال صبحي إنه وأخويه اعتقلوا في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري بعد أن حاصر الجيش الإسرائيلي المنطقة التي يعيشون ويعملون فيها بأجر يومي في حي الزيتون بمدينة غزة.

وأشار إلى أن 4 أشخاص ضربوه بعد أن عجز عن الصعود إلى شاحنة بسبب إصابة في ساقه تعرض لها قبل اعتقاله، ثم نقل بعد ذلك إلى منطقة مفتوحة وقال كان الخاطفون “يدخنون السجائر ويطفئونها في ظهورنا، ويرشون علينا الرمال والماء ويتبولون علينا”.

وقدم شقيقاه سعدي وإبراهيم روايات مماثلة عن سوء معاملة الجنود الإسرائيليين لهم، وذكرت رويترز أنها لم تتمكن من “التأكد من رواياتهم التي تتفق مع الأوصاف التي قدمها أكثر من 20 معتقلا سابقا آخرين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم”.

جروح وكدمات على أجساد الأسرى الفلسطينيين لدى الجيش الإسرائيلي

“لم يسمحوا لنا بالنوم وكنا نقف لساعات”

قال الأشقاء الذين نزحوا إلى رفح إن الجيش الإسرائيلي لم يوجه إليهم اتهامات محددة، وكان قد جمعهم معا ثم فصلهم، ضمن الاعتقالات الجماعية التي يقوم بها في المناطق التي يتقدم إليها.

وقال سعدي إنه وُضع مع معتقلين آخرين في شاحنة تحوي قمامة، وأضاف وهو يتحدث وسط مجموعة تضم نحو 20 رجلا في خيمة بمدرسة رفح “كانوا يضربوننا، وأي شخص يرفع صوته بعد الضرب يتعرض للضرب مرة أخرى.. فتشونا وأخذوا بطاقات هويتنا وأموالنا وهواتفنا”.

جروح وكدمات

وكشف بعضهم عن آثار جروح في المعصمين حيث قالوا إن أيديهم كانت مقيدة أو مكبلة، وأظهر أحدهم آثار كدمات وجرح على ظهره، وأظهر آخر آثار جرح بالفخذ قال إنه ناجم عن تعرضه للضرب.

ووصف إبراهيم ياسين كيف كانت يداه مقيدتين وعيناه معصوبتين في أثناء احتجازه للاستجواب، وقال “لم يسمحوا لنا بالنوم.. كنا نقف لساعات كعقاب”.

 إهانة ومنع من الصلاة

وأوضح إبراهيم أن من أسروهم كانوا يهينون المحتجزين ويمنعونهم من التحدث مع بعضهم ومن الصلاة، وقال “بعد ذلك كان 5 جنود يتناوبون على ضرب المحتجزين على الرأس والجسم”، موضحا أنه تعرض للضرب في الضلوع وظهرت ندوب دائرية وآثار جروح عند معصميه.

وترك الجيش الإسرائيلي الإخوة في أوقات مختلفة عند معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة، مثلما فعل مع مجموعات أخرى من الرجال الذين احتجزهم في عملياته البرية ولم يعد يشتبه في أن لهم صلات بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالوا إنهم ساروا من هناك كيلومترات عدة على الأقدام إلى رفح مع مئات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا ويعيشون الآن في مبان وخيام مكتظة.

سوء معاملة واختفاء قسري للفلسطينيين

قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إنه تلقى تقارير عديدة عن اعتقالات جماعية وسوء معاملة واختفاء قسري للفلسطينيين في شمال غزة على يد الجيش الإسرائيلي.

وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن القانون الدولي الإنساني يقضي بعدم احتجاز المدنيين إلا لأسباب أمنية قهرية، ويحظر بشدة التعذيب وغيره من ضروب سوء معاملة المعتقلين.

وأثارت صور المعتقلين الذين جُردوا من ملابسهم باستثناء الملابس الداخلية في غزة في وقت سابق من هذا الشهر غضب المسؤولين الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

المصدر : رويترز

إعلان