“حبيبي ما أحلاك”.. طفلة تلقي نظرة الوداع على والدها الشهيد في غزة (فيديو)

يودع الفلسطينيون في غزة أحباءهم بكلمات تنفطر لها القلوب، بعدما فرق بينهم قصف الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر ولم يميز بين طفل وشيخ أو رجل وامرأة.
تبكي الطفلة الفلسطينية مرح أبو جزر، النازحة مع عائلتها من شمال قطاع غزة إلى جنوبه بحثا عن أمان مفقود ونجاة مستحيلة من قصف إسرائيلي مكثف لا يميز بين مدارس للنازحين أو مستشفيات تؤوي جرحى وشهداء أو حتى منازل تؤوي مئات الأفراد.
تجلس فرح، والتي يتناقض اسمها مع المأساة التي تعيشها ويعيشها القطاع بأكمله، أمام جثمان أبيها المسجى على الأرض في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي غزة في انتظار الصلاة عليه قبل دفنه.
تتحدث الطفلة التي يبدو أنها كبرت قبل الأوان موجهة كلامها لأبيها “لا نشبع منك يا أبي. على الأقل ودعناك”.
وتتغزل الصغيرة في أبيها وهو مسجى قائلة “حبيبي ما أحلاك.. والله ما شاء الله عليك”.
تستعطف مرح شقيقتها بعدم تغطية وجه أبيهما: “اتركيه لا تغطيه. هذه آخر نظرة اتركيه”، وتضيف بحزن “كنت في الطابق الأول. يا ليتني كنت معكم لأستشهد معكم”.
تؤكد فرح أن غزة لم يعد بها مكان آمن، وليس للناس في غزة ملجأ إلا الله.
معاناة أخرى، يسطرها العجوز الفلسطيني أسامة الأسطل والذي بللت الدموع لحيته وهو ينعى نجله الذي استشهد صباح اليوم قائلا: “قلت له يا بني لا تطلع فقال لي إنه لابد من رؤية أهله”، مضيفا أنه فوجئ باتصال هاتفي يخبره باستشهاد ابنه.
ولا تتوقف الصور المؤلمة في غزة عند ذلك، فهذه الأم تشم رضيعها المسجى في الكفن لآخر مرة وكأنها تملأ رئتيها برائحته ولا تريد أن تطلقها ثانية مع الزفير، وتمسح بيدها على وجه زوجها المسجى هو الآخر في كفنه وتتلمس وجهه لآخر مرة.