باقون ما بقي الزعتر والزيتون.. مسنّ فلسطيني عاش النكبتين يروي للجزيرة مباشر قصة صموده (شاهد)

في أعماق الأرض الفلسطينية، تتشابك خيوط الزمن لتروي قصة شعب عانى ولا يزال مرارة القتل والتهجير، ورغم ذلك ظل صامدا شامخا باقيا ما بقي الزعتر والزيتون.

عام 1948 كان علامة فارقة في تاريخ العرب جميعا والفلسطينيين على وجه الخصوص، حينما اجتاحتهم أمواج النكبة، فشُرّد مئات الآلاف منهم عن أرضهم ووطنهم. وفي عام 2023، يتجدد الألم والحزن مع تعاظم النكبة الحالية.

تكرار الظلم والتهجير يشكلان حلقة جديدة في سلسلة الألم التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فالأرض التي تعطي وتأخذ، تشهد مأساة جديدة لم ير مثلها الشعب الفلسطيني من قبل.

الحاج محروس سليم نصر الله أحد هؤلاء الذين عاشوا النكبتين، وكان عمره وقت النكبة الأولى 5 سنوات. ورغم صغر سنه آنذاك فإنه ما زال يتذكر تلك اللحظات الأليمة التي لم تفارقه.

الجزيرة مباشر التقت الحاج محروس الذي بدأ حديثه مسترجعا ذكريات نكبة 48 قائلا “أنا من مواليد 1943.. عاشرنا 48 كان عمري 5 سنين، الناس اتهجرت بالقوة، أنا وأبوي وأختي اتهجرنا على الضفة الغربية”.

ويواصل الحاج محروس حديثه موضحا أنهم خرجوا مع 100 آخرين من المهجرين، وعندما جاء أحد الأشخاص ويسمى “الدليل” وطلب منهم تسجيل أسمائهم في كشف المهجرين إلى غزة، قام والده بتسجيل أسمائهم، مضيفا أن هذا الدليل طلب منهم بعد ذلك تسليم كل ما يملكون من نقود وذهب وسلاح إلى نقطة تفتيش داخل أحد مخيمات اليهود.

وعن مقارنة الحرب الحالية بالحروب التي عاصرها سابقا، أكد الحاج محروس أن هذه الحرب لم يسبق لها مثيل ولا تقارن بأي حرب سابقة، مشددا على أن كل مجازر اليهود السابقة لا تصل إلى ربع أو خمس الحرب الجارية الآن، مستشهدا بمجزرة دير ياسين التي راح ضحيتها 200 شهيد حسب قوله، أما الحرب الحالية فعدد ضحاياها تجاوز 50 ألفا بين شهيد وجريح.

وانتقل الحاج محروس للحديث عن الأوضاع داخل المخيم الذي يعيش فيه الآن بعد نزوحه من تل الهوى شمال غزة جراء قصف وتدمير المنطقة التي كان يعيش فيها، واصفًا الأوضاع داخل المخيم بأنها صعبة، إذ يعيش 20 شخصا داخل الخيمة، فضلا عن النقص الشديد في الطعام والشراب وسوء دورات المياه.

وأبدى نصر الله تعجبه من موقف الدول العربية والعالم مما يحدث في غزة مطالبا هذه الدول بالتدخل لإنقاذهم، موضحا أن فترة الهدنة كانت جيدة وأسعدت الناس، لكن الآن بعد انقضائها لا يوجد أي مكان آمن سواء في غزة أو رفح.

وعند سؤاله عن فكرة التهجير إلى سيناء عند طرحها عليهم أجاب بنبرة حادة “أنا قاعد هنا لا رايح ولا جاي. هذا القرار وقصة سيناء اتقالت قبل الحرب والسيسي رفضها، إيش نسوي ووين نروح!”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان