ليبراسيون: كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي لقصف المدنيين في غزة؟

أفادت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف جميع المواقع في قطاع غزة، بهدف إحداث أكبر قدر من الأضرار المادية والبشرية بـ”حماس”، مستعينًا بأدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف وتحسين خطط الهجوم.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشر الاثنين، أن مذبحة المدنيين في القطاع لا يمكن التشكيك فيها، حتى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اعترف في تصريح لشبكة (سي بي إس) بأن الجيش الإسرائيلي فشل في الحد من الخسائر وسط المدنيين.
واعتبرت الصحيفة أن الضربات العسكرية الأخيرة في غزة تجاوزت بكثير ما قامت به إسرائيل في حرب 2021، كما أنها تجاوزت التكتيكات التي استخدمتها الدول الغربية في العراق وأفغانستان وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري قوله قبل أيام قليلة “الأولوية تكمن في الضرر وليس في الدقة”.
وذهب فيليب غرو الخبير الاستراتيجي الذي قضى 9 سنوات في إدارة الاستخبارات العسكرية في الجيش الفرنسي إلى أنه بالاعتماد على تحليل أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن الآلاف من الوفيات المدنية لا مفر منها مع مثل هذه الحملة.
وأكدت الصحيفة أن جيش الاحتلال اعترف باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عملياته الميدانية، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعد من الرواد في هذا المجال.

وقالت إن جيش الاحتلال استخدم أداتين من أدوات الذكاء الاصطناعي، وهما تقنية “غوسبل” التي تهدف إلى اقتراح الأهداف الأكثر ملاءمة للهجوم ضمن نطاق معين، والأخرى هي تقنية “مصنع النيران”، التي تستخدم لتحسين خطط الهجمات الجوية وأداء الطائرات دون طيار.
وأضافت أنه وفقًا لطبيعة الأهداف المختارة، تتولى الخوارزميات مهمة حساب كمية الذخيرة اللازمة، وتحديد الأهداف للطائرات والطائرات من دون طيار المختلفة، أو حتى تحديد الأمر الأكثر ملاءمة للهجمات.
وكان الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد أوضح في وقت سابق أنه خلال حرب 2021، تمكنت تقنية “غوسبل” من توليد 100 هدف في اليوم الواحد.
وأوضح أنه خلال تلك العمليات العسكرية، تم مهاجمة نصف الأهداف التي اقترحها البرنامج في ضوء الوتيرة التي يقترح بها الخوارزمية أهدافًا جديدة للقصف.
وذكر ضباط استخبارات سابقون أن هذه العملية تعد بمثابة “مصنع للاغتيال الجماعي”.
وخلصت الصحيفة إلى أن استخدام الحلول التكنولوجية لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته، توضح كيف استطاعت القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة بـ6 آلاف قنبلة خلال الأيام الستة الأولى من الحرب، مؤكدة أن استخدام تقنية “غوسبل” يتيح لهم توليد “أهداف بوتيرة سريعة” بشكل آلي.