محاولات أمريكية لاحتواء أزمة إفلاس البنوك وسط مخاوف من انتشار العدوى

مبنى الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في واشنطن (رويترز)

تحاول السلطات في واشنطن تخفيف الضغوط عن النظام المالي في أعقاب انهيار “بنك سيليكون فالي”، إذ بلغت قيمة القروض التي منحها الاحتياطي الفدرالي للبنوك الأمريكية بموجب برنامج جديد نحو 12 مليار دولار.

وأعلن الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في بيان، أمس الخميس، أن المبالغ المستحقة في إطار “برنامج التمويل المؤقت للبنوك” وصلت إلى 11,9 مليار دولار بحلول الأربعاء.

من جانبها أبلغت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أعضاء مجلس الشيوخ، أن السلطات تحركت بسرعة لحماية المودعين في بنكي “سيليكون فالي” و”سيغنتشر” -الذي انهار أيضا- بعد أن رأت “خطرا جديا بحصول عدوى” في القطاع المصرفي. وأكدت أن النظام المصرفي الأمريكي لا يزال سليمًا على الرغم من قلق الأسواق.

ويعدّ انهيار هذين المصرفين من أكبر الخسائر التي شهدها القطاع منذ الأزمة المالية التي وقعت عام 2008، ممّا دفع السلطات الأمريكية إلى التدخّل بسرعة لحماية المودعين.

وبعد أيام من انهيار “بنك سيليكون فالي”، تراجعت أسهم عدد من البنوك الإقليمية على رأسها “فيرست ريبابليك” بسبب مخاوف متعلقة بوضعها المالي على المدى الطويل.

لكن الأسواق استجابت بشكل إيجابي بعد أن أعلنت مجموعة تضم 11 من أكبر البنوك الأمريكية بينها “بنك أوف أمريكا” و”سيتي غروب” و”جي بي مورغان” و”غولدمان ساكس” الخميس إيداعها 30 مليار دولار في بنك “فيرست ريبابليك”، وذلك في مسعى لتهدئة المخاوف من أن يكون التالي بعد انهيار المصرفين الكبيرين.

وتأسس فيرست ريبابليك عام 1985 وهو يحتل المرتبة 14 في قائمة المصارف الأمريكية الكبرى من حيث الأصول التي بلغت قيمتها 212 مليار دولار في نهاية 2022.

من جهة أخرى، تراجعت قيمة سهم مصرف كريدي سويس مجددًا ظهر اليوم الجمعة، رغم الدعم المالي الهائل الذي أعلنه البنك المركزي السويسري الأربعاء لإنعاش ثاني أكبر مصرف في البلاد وطمأنة الأسواق. وتراجعت قيمة السهم بنسبة 7,86% ليبلغ سعره 1,863 فرنك سويسري.

وتصدر بنك “كريدي سويس” “Credit Suisse” -وهو من أكبر المؤسسات المالية وأكثرها نفوذا في العالم- المنصات العالمية إثر الإعلان عن اقتراضه 54 مليار دولار من البنك الوطني السويسري بعد سلسلة من الخسائر المالية المكلفة. وهو ما فتح نقاشا حول قدرة البنوك المركزية على مواجهة التضخم وأثر ذلك في الاقتصاد العالمي.

وكانت أزمات البنك قد توالت خلال الشهور الأخيرة بعد أن سحب العملاء منه مبلغا ماليا يقدر بـ111 مليار فرنك سويسري.

وأدت تلك الأحداث إلى انهيار الأسهم بنسبة 30% عقب تصريح أحد أكبر المساهمين بعدم تمكنه من زيادة حصته في البنك، وهو ما أثار المزيد من الشكوك حول قدرة البنك على التعافي، خصوصًا في ظل الأزمة الحالية التي خلفها إفلاس بنك سيليكون فالي الأمريكي.

وأمام الضغوط، لم يجد البنك بديلًا عن الاقتراض من البنك الوطني السويسري، وهو الخبر الذي لاقى ردودًا إيجابية انعكست على أسهم البنك.

وعبر المنصات تنوعت الردود على تلك الأزمة وتصدرها القلق من تفاقم أزمة مالية عالمية أو انهيار البنوك الكبرى، وهو ما حذر منه رائد الأعمال الشهير ديفيد ساكس، الذي ألقى باللوم أيضًا على سياسات الفائدة الخاصة بالبنك الفدرالي الأمريكي.

وكتب رائد الأعمال سريدهار فيمبو في تغريدة له معلقًا: “توضح أزمة كريدي سويس من جديد هشاشة النظام المالي العالمي، ولا يمكن أن يستمر هذا النظام المعتمد على الديون في النمو”، مطالبًا بتبني حلول جديدة للأمر لتفادي مشاكل أكبر في الاقتصاد العالمي.

وحذر اقتصاديون من استمرار تلك الموجة التي بدأت بإفلاس بنك سيليكون فالي، خصوصًا مع تأثيرها الكبير في الأسواق بشكل لم تحدثه أزمات كبرى في وقت سابق، وهو ما ينذر بتضرر الاقتصاد العالمي بأكمله.

المصدر : خدمة سند + مواقع التواصل + وكالات

إعلان