في صفقة تاريخية.. مصرف يو بي إس السويسري يستحوذ على منافسه كريدي سويس

استحوذ بنك "يو بي إس" الأكبر في سويسرا على منافسه "كريدي سويس" المأزوم، بعد مفاوضات شاقة (بلومبرغ)

وافق بنك يو بي إس السويسري على شراء منافسه المتعثر كريدي سويس مقابل 3 مليارات فرنك (3.24 مليارات دولار).

وجاءت هذه الخطوة بعد مطالبة وزارة المالية الاتحادية السويسرية والبنك المركزي وهيئة الرقابة على سوق المال السويسرية للبنكين بسرعة إتمام الصفقة لاستعادة الثقة الضرورية في استقرار الاقتصاد والنظام المصرفي السويسريين، بحسب بيان صادر عن كريدي سويس مساء أمس الأحد.

 

ووفقا لشروط الصفقة سيحصل كل مساهم في “كريدي سويس” على سهم واحد في “يو بي إس” مقابل كل 22.48 سهما يمتلكها في كريدي سويس، بما يعادل 0.76 فرنك لكل سهم من أسهم  كريدي سويس لتصل القيمة الإجمالية للصفقة إلى حوالي 3 مليارات فرنك.

وكانت القيمة السوقية لكريدي سويس حتى ختام تعاملات الأسبوع الماضي 8.55 مليارات دولار.

ومرّ كريدي سويس بعامين شهدا فضائح كشفت “نقاط ضعف جوهرية في الرقابة الداخلية” باعتراف الإدارة نفسها. ورغم جهود إدارته للترويج لخطة إعادة هيكلة مدتها 3 سنوات، فإنه لم يستطع الصمود.

ومن المتوقع إتمام صفقة الاندماج بنهاية العام الحالي، حيث يتوقع بنك يو بي إس أن تؤدي الصفقة إلى خفض في نفقات التشغيل السنوية بأكثر من 8 مليارات دولار بحلول عام 2027، معربا عن ثقته في استمرار كل موظفي كريدي سويس في وظائفهم بعد الاندماج.

من جانبه رحب البنك المركزي الأوربي بصفقة الاستحواذ، مؤكدا أن تلك الخطوة كانت ضرورية لاستعادة الهدوء في الأسواق المالية.

وقالت كريستين لاغارد رئيسة البنك، في بيان لها أمس: “أرحب بالإجراء السريع والقرارات التي اتخذتها السلطات السويسرية، وهي إجراءات كانت ضرورية لاستعادة أوضاع السوق المنتظمة وضمان الاستقرار المالي”.

وأضافت لاغارد “يتمتع القطاع المصرفي في منطقة اليورو بالمرونة، مع وجود مراكز قوية لرأس المال والسيولة.. وعلى أي حال، لدينا أدوات جاهزة لتوفير دعم السيولة للنظام المالي في منطقة اليورو إذا لزم الأمر وللحفاظ على انتقال سلس للسياسة النقدية”.

وبالتزامن مع ذلك، رحب رئيس مجلس الاحتياط الفدرالي الأمريكي جيروم باول ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين باندماج المصرفين السويسريين.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية مساء أمس الأحد: ” نرحب بما أعلنته اليوم السلطات السويسرية لدعم الاستقرار المالي”.

وأضافت الوزارة أنها تجري اتصالات مكثفة مع الشركاء الدوليين من أجل دعم تنفيذ هذه الخطوة.

في الوقت نفسه، طمأن باول ويلين البنوك الأمريكية قائلا إن “وضع القطاع المصرفي الأمريكي فيما يتعلق برأس المال والسيولة قوي، والنظام المالي الأمريكي قادر على الصمود”.

وفي السياق ذاته، أعلن البنك الأهلي السعودي، المساهم الرئيسي في مصرف “كريدي سويس”، اليوم، أن التغيير في قيمة استثماره “لن يؤثر” في أرباحه وخططه المالية لسنة 2023، بعدما استحوذ مصرف “يو بي إس” على منافسه السويسري الذي يواجه أزمة.

وذكر البنك السعودي في بيان نشر على موقع البورصة السعودية (تداول) أنّ “أي تغيير في القيمة العادلة للاستثمار في مجموعة كريدي سويس لن يؤثر على توقعات وخطط البنك المالية لسنة 2023″، مشددا على “أنه لا يوجد أي تأثير على أرباح البنك”.

كما أعلنت المصارف المركزية للولايات المتحدة وسويسرا ودول أخرى الأحد، تحرّكًا منسّقًا لتوفير مزيد من السيولة لطمأنة الأسواق في خضم أزمة ثقة بالنظام المصرفي.

وقرّرت المؤسسات تعزيز “خطوط المقايضة”، وهي آليات تتيح للمصارف المركزية الأجنبية وصولا أسهل إلى الدولار.

وشبكة خطوط المقايضة هي “شبكة أمان للسيولة لتهدئة التوترات في الأسواق المالية العالمية والمساهمة بذلك في التخفيف من آثار هذه التوترات على عرض القروض للأسر والشركات”، بحسب المصارف المركزية.

ويرزح القطاع المصرفي تحت وطأة ضغوط كبرى منذ أن رفعت البنوك المركزية الرئيسية أسعار الفائدة في محاولة للسيطرة على التضخم. وأخفقت مؤسسات عدة في الاستعداد للمخاطر الراهنة بعدما بقيت سنوات تستفيد من تمويل بفائدة ضئيلة.

المصدر : مواقع التواصل + وكالات