وصف القضاة بأنهم “حثالة”.. ترمب يرفض مجددا التحقيق في قضية “ستورمي دانييلز”

عقد دونالد ترمب أول مهرجان انتخابي له، أمس السبت، في مدينة واكو ذات الرمزية، حيث رفض التحقيق في ما يُعرف بقضية “ستورمي دانييلز”، مؤكدًا براءته ونافيًا ارتكاب “جناية” أو “جنحة”.
ويسعى ترمب إلى تحصين موقعه في مواجهة اتهامات محتملة قد تُوجَّه إليه، وتتعلق بدفع أموال (130 ألف دولار) لنجمة إباحية مقابل شراء صمتها عن علاقة جنسية، قبل أيام من انتخابات 2016.
وقالت ستورمي دانييلز إنها تلقت المال نظير الصمت بشأن لقاء جنسي مع ترمب في 2006، لكن ترمب ينكر دخوله في علاقة من الأساس مع دانييلز، ووصف المبلغ المدفوع بأنه “معاملة خاصة بسيطة”، قائلًا إنه لم يرتكب جريمة، ووصف التحقيق بأن له دوافع سياسية.
وقال ترمب أمام آلاف من مؤيديه “مُدّعي نيويورك تحت رعاية وزارة اللاعدل وتوجيهها، يُحقّق معي بشيء ليس جناية ولا جنحة ولا علاقة غرامية”. وأضاف “لم أحب يومًا وجه الحصان”، وهو الاسم الذي يستخدمه ترمب للإشارة إلى دانييلز.
Trump on Stormy Daniels: “I never liked Horse Face” pic.twitter.com/DlUUnS79k5
— Benny Johnson (@bennyjohnson) March 25, 2023
وشهدت واكو مواجهة بين جماعة مناهضة للحكومة والأمن الفدرالي أوقعت قتلى في عام 1993. وأصبحت هذه المدينة الواقعة بولاية تكساس، والتي تُحيي الذكرى الثلاثين للمواجهة، مرجعًا لناشطي اليمين المتطرف الذين يتغنون بمقاومتها ما يعدّونها تجاوزات الحكومة.
وقبل التجمّع، كتب ترمب على منصته تروث سوشال “حشد كبير في تكساس. أراكم قريبًا!”.
مطاردة من مدّعين “حثالة”
ويأتي المهرجان السياسي وسط موجة تصريحات عدائية متزايدة لترمب الذي يُندّد بـ”حملة مطاردة” من جانب مُدّعين يصفهم بأنهم “حثالة” يُلاحقونه في قضايا في نيويورك وواشنطن وأتلانتا.
ودعا ترمب (76 عامًا) الذي واجه إجراءات عزل بتهمة التحريض على تمرّد، الأسبوع الماضي، أنصاره إلى الاحتجاج تنديدًا بمدّعي مانهاتن العام ألفين براغ، وتوقع الرئيس السابق أن يتم “توقيفه” من دون أن يُقدّم إثباتًا على ذلك.
وعادة ما تجتذب تجمعات ترمب الآلاف من المؤيدين المتحمسين لرؤيته شخصيًّا، وقد استمر في تنظيم تجمعات حاشدة حتى بعدما ترك منصبه.
“فوضى عنيفة”
وجاء بعض الذين وصلوا إلى واكو من ولايات أخرى، متحمّسين لرؤية ترمب يعود إلى المكتب البيضاوي. وارتدى كثير منهم قبعات بيسبول كُتِبت عليها عبارة “ماغا”، وهي اختصار الشعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، ملوّحين برايات داعمة لحملته.
وقال كيلي هيث (49 عامًا) الذي جاء من ولاية جورجيا لوكالة الصحافة الفرنسية “لدينا قوة عارمة خلف دونالد ترمب لم نطلق العنان لها بعد”، مضيفًا “ستُصابون بالذهول”.
وتوجه أنصار ترمب إلى “نصب حصار واكو” الذي يخلد ذكرى نحو 80 شخصًا لقوا حتفهم في المواجهة بمجمع لأتباع ديفيد كوريش، بعدما حاصره أفراد الأمن الفدراليون في 1993.
ونشرت صحيفة (هيوستن كرونيكل) مقالة، الخميس، تتهم ترمب بإقامة مهرجانه في الذكرى الثلاثين ليكون “بوقا صادحًا” للمتطرفين من أنصاره.
وكتبت ماري ترمب، ابنة شقيقه المنتقدة له على تويتر “إنها خدعة لتذكير جماعته بحصار واكو السيئ السمعة عام 1993، عندما حاربت جماعة مناهضة للحكومة مكتب التحقيقات الفدرالي”. وأضافت “مات عشرات الأشخاص، وهو يريد أن تقع أعمال الفوضى العنيفة نفسها لإنقاذه من العدالة”.
وأعلنت الاختصاصية في علم النفس والكاتبة عن مسعى للحد من الحضور في مهرجان عمها، ودعت متابعيها على تويتر -وعددهم 1.6 مليون- إلى حجز المكان كي يكون فارغًا إلى حد كبير “عندما يعتلي الخائن المنصة”.
Donald has a rally in Waco this Saturday. It's a ploy to remind his cult of the infamous Waco siege of 1993, where an anti-government cult battled the FBI. Scores of people died. He wants the same violent chaos to rescue him from justice.
But we can stop him. If we book the… pic.twitter.com/a5zCIfCVAZ
— Mary L Trump (@MaryLTrump) March 24, 2023
بدوره، قال متحدث باسم حملة ترمب إنه تم اختيار واكو لأنها تقع بين مراكز سكانية رئيسية، ولديها البنية التحتية اللازمة لاستضافة حدث كبير.
ويُعتقد أن ترمب هو الأوفر حظًّا بفارق كبير للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية العام القادم 2024.
أما المنافسون المحتملون الآخرون الذين يتقدّمهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، فقد امتنعوا في البداية عن انتقاد نجم تلفزيون الواقع السابق، لكنهم بدأوا في الفترة الأخيرة ينتقدون شخصيته والفضائح المتواصلة المحيطة به.
“موت ودمار”
ويواجه ترمب تحقيقًا فدراليًّا على خلفية مساعيه لقلب نتيجة انتخابات 2020 التي خسر فيها، والتحريض على أعمال شغب أوقعت قتلى في الكابيتول قام بها أنصاره لمنع نقل السلطة إلى الرئيس جو بايدن، بينما يلفت مراقبون إلى أنه تجاهل عن قصد الطلب من مناصريه أن تكون التظاهرات سلمية هذا المرة.
ويزعم ترمب أن هزيمته في 2020 هي نتيجة احتيال، وهو زعم ألهم أنصاره لشن هجوم مميت يوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس في محاولة فاشلة لمنعه من التصديق على انتخاب بايدن الذي تجاوز ترمب بأكثر من سبعة ملايين صوت.
ووجّه ترمب، في ساعة مبكرة أمس، تحذيرًا بشأن عواقب صدور قرار اتهام، مُتوقعًا حصول “موت ودمار محتملين قد يكونان كارثيين على بلدنا”.
Former President Donald Trump is set to hold a campaign rally Saturday in Waco, Texas – returning to the trail amid his warnings of “death & destruction” resulting from investigations into his actions https://t.co/NnKfUfrGP6
— CNN (@CNN) March 25, 2023
ولفت إلى أن براغ، الذي يقود التحقيق بشأن دفع الأموال لإسكات الممثلة، “مريض نفسي منحط يكره الولايات المتحدة حقًّا”.
وأثار ترمب نظرية مؤامرة معاداة السامية التي تلقى شعبية بين الجمهوريين، معتبرًا براغ دمية “مدعومة من سوروس”، مشيرًا إلى أن رجل المال اليهودي جورج سوروس أسهم في اختيار براغ.