“ضيوفنا وأحبابنا”.. أهالي مدينة سودانية يفتحون بيوتهم لنازحي الخرطوم ويؤمّنون احتياجاتهم (فيديو)
أطلق شباب سودانيون مبادرة إنسانية في مدينة شندي بولاية نهر النيل لاستقبال النازحين من المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
وقال أحد المبادرين لكاميرا الجزيرة مباشر، إن الأمر يتعلق بمجموعة شباب من شندي اجتمعوا تطوعًا وانقسموا إلى مجموعات تكلّف بعضها بإعداد الطعام وتقديمه للوافدين وآخرون بجمع المال.
وتتكلف مجموعة ثالثة -وفق المنسق في المبادرة- بالتواصل مع الأسر في مدينة شندي التي فتحت منازلها لاستقبال النازحين، وقال إن عددًا كبيرًا من أهالي المدينة يعرضون استقبال النازحين بتنسيق مع المبادرة.
وتابع المتحدث قائلا إن بعض الأسر أخلت منازلها للنازحين وسكنت عند أقاربها، ويجمع شباب المبادرة تبرعات من أهالي شندي.
ونصب شباب المبادرة خيامًا في منطقة الملعب قرب موقف وسائل النقل العمومية لتلقّف النازحين فور وصولهم إلى المدينة. وتتخصص بعض الخيام في تقديم الطعام الساخن للوافدين.
ويهتم المبادرون باحتياجات النازحين من الخرطوم ويسعون لتوفيرها وتأمين مأوى لهم، وقال المنسق إن المبادرة وزعت بعض النازحين على القرى المجاورة، التي لم يبخل أهلها أيضًا بفتح منازلهم للمتضررين.
وقالت منسقة متطوعة في المبادرة لكاميرا الجزيرة مباشر، إن تشكيل مبادرة بهذا الحجم بكل هذا التنظيم بمجهود شعبي تطوعي هو أمر يدعو إلى الفخر، ويؤكد أنه “لا خوف على هذا البلد”. وتابعت قائلة إن كل الوافدين على شندي هم “ضيوفنا وأحبابنا وكل أمورنا طيبة الحمد لله”.
ويبادر الشباب المتطوع باستقبال المسافرين منذ وصولهم ويسألونهم هل لدى أيّ أحد منهم مشاكل صحية أو أزمات مادية أو نفسية، ويردد الشبان المتطوعون داخل الحافلات التي تقل المتضررين “نحن جاهزون”، سعيًا منهم لبث الطمأنينة في نفوس اللاجئين.
وتستقبل خيام المبادرة كميات من الطعام يعدها أهالي شندي بمبادرة منهم أو من مال التبرعات التي يجمعها الشباب.
والتقت كاميرا الجزيرة مباشر سائق عربة (توك توك) قال إنه متطوع في المبادرة لنقل الطعام والنازحين إلى وجهاتهم مجانًا.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.