لبنان.. مواطنون يحتجون على رفع أسعار خدمات غسيل الكلى (شاهد)

نظم عدد من مرضى الكلى وقفة احتجاجية أمام مستشفى في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، بعد رفع تعريفة غسيل الكلى إلى 20 دولارا للجلسة الواحدة، منددين برفع أسعار الخدمات الطبية ومطالبين بوضع حد لها.

وقالت ابنة إحدى مريضات الكلى للجزيرة مباشر: “والدتي مريضة كلى وعندها سكري وفوق ذلك فقدت بصرها، وتقوم بغسيل كلى 3 مرات في الأسبوع، ومطلوب منا على كل جلسة 35 دولارا، وأنا حتى 5 دولارات ما عندي.. ماذا أفعل؟”.

وتابعت: “هذا الأمر مرفوض نهائيا.. عم كأنهم بيقولوا لمريض الكلى معك مصاري (نقود) تعال غسّل، ما معك اقعد بالبيت وموت”.

وقال أحد المحتجين: “أنا باتمنى أنه زعماء هذا البلد أنه ينظروا بحال الشعب الفقير، وضع البلد صار تعبان على الآخر، مالنا غير الله بها البلد”.

ويعاني مرضى غسيل الكلى في لبنان، البالغ عددهم 4500 مريض بين غسل الدم وغسل المعدة؛ إذ يواجهون تحديات فقدان الأدوية اللازمة، ورفع الدعم عن أدوية محدّدة، فضلا عن كون المستشفيات لم تعد قادرة على تحمّل كلفة العلاج ودفع ثمن الأجهزة والمستلزمات الطبية بالدولار الأمريكي، خاصة أنّها تنتظر مستحقاتها من الحكومة اللبنانية منذ نحو عامين.

وشهد سعر الدولار انخفاضًا مفاجئًا، حيث هبط من مستوى 107 آلاف ليرة للدولار الواحد يوم السبت إلى 103 آلاف ليرة أمس الأحد، وهو أول انخفاض من نوعه منذ أسبوعين، علمًا بأن هذا الانخفاض لم يترافق مع أي إجراء مالي أو تحسن في المشهد السياسي يمكن أن ينعكس على سعر الصرف.

من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية اليوم إنه بعد مرور أكثر من عام على رفع الحكومة اللبنانية الدعم عن معظم الأدوية، أدت السياسات المحدودة الأفق والمفتقرة إلى شبكات الأمان الاجتماعي الملائمة إلى عرقلة إمكانية حصول الناس على الأدوية الأساسية المنقذة للحياة بسبب عدم توفرها أو عدم قدرتهم على تحمل كلفتها.

وأشارت المنظمة في بيان، إلى أن الحكومة قد أخفقت في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بدعم مراكز الرعاية الصحية الأولية، التي توفر أدوية مجانية أو منخفضة التكلفة أصبحت تشهد طلبًا مرتفعًا.

وشكا أحد المحتجين غاضبا من السياسات التي أدت إلى تفاقم الأزمة قائلا: “أصحاب المستشفيات محميون من السياسيين، هذا وزير الصحة أسوأ وزير صحة جاء بتاريخ لبنان.. يروح على بيته هو والحكومة كلها، خلصنا بقى”.

من جهته، أبدى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، “تفهمه” لأوضاع مرضى الكلى الذين لا يتحملون زيادة الأسعار، موضحا أن وزارته عرضت على نقابة المستشفيات إقرار التعريفة الجديدة التي عرضتها النقابة بالتزامن مع مؤشر متحرك لتفادي التغييرات السريعة في سعر صرف العملة. كما اقترح إعطاء جزء من المستحقات كسلف لتفادي التأخير في الدفع من قبل وزارة المالية.

وأصبحت مراكز الرعاية الصحية الأولية، التي تشرف عليها وزارة الصحة العامة وتديرها المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية، أحد الخيارات القليلة المتاحة للسكان الذين يبحثون عن أدوية مجانية أو منخفضة التكلفة. ومع ذلك، وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين يلتمسون خدماتها، فلم تتلقَ تلك المراكز زيادة في التمويل، مما أدى إلى نقص الأدوية.

المصدر : الجزيرة مباشر + منظمة العفو الدولية + وسائل إعلام لبنانية

إعلان