ملامح عربية وقلوب صهيونية.. المستعربون أداة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ الاعتقالات والاغتيالات (فيديو)

تحظى وحدة “المستعربون” بالكثير من السرية والغموض، وهي وحدة من الفرق الإسرائيلية الخاصة التي يتم تشكيلها من شتى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مثل جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز الاستخبارات (الموساد)، وأحيانا الشرطة الإسرائيلية نفسها.
ويتنكر عناصر المستعربين كفلسطينيين ويندسون بينهم لأداء مهام استخباراتية أو لتنفيذ الاعتقالات والاغتيالات. وأصبحوا يشاركون في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت بشكل شبه يومي بالمدن الفلسطينية منذ أوائل العام الماضي.
ويعود الظهور الأول لفكرة الاستعراب إلى ما قبل تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، وجاءت الفكرة من الإنجليز الذين اقترحوا على القيادة الصهيونية استغلال الإمكانيات التي يتمتع بها اليهود الشرقيون الذين استوطنوا فلسطين، وذلك عبر انتقاء مجموعة منهم والعمل على تجنيدهم في إطار استخباراتي، ثم زرعهم في صفوف العرب داخل وخارج فلسطين.
المستعربون.. أداة الجيش الإسرائيلي للمهام الاستخباراتية وعمليات الاعتقال والاغتيال #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/rGmYnTtzo0
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 10, 2023
ويصفهم داني ياتوم الرئيس الأسبق للموساد، بأنهم في غاية الأهمية لأنهم يعرفون كيف يظهرون وسط جنين ونابلس، ويبدون مثل العرب، ومن ثم ينفذون الهجمات.
في حين يكشف إيلون بيري، وهو قائد ومستعرب سابق بالقوات الخاصة الإسرائيلية أن المستعرب يقوم بما لا يستطيع الجندي النظامي القيام به؛ إذ يتحدث العربية بطلاقة، ويفهم الثقافة ويمشي في شوارع قطاع غزة دون أن يثير أي شك.
وتبدأ حياة المستعرب كما في أغلب المجتمعات العربية والإسلامية بإقامة صلاة الفجر في جماعة، ثم الخروج إلى حياته العادية، فهو إما بائع متجوِّل أو عامل بأجرة أو عاطل عن العمل مثل شريحة كبيرة من شباب العالم العربي. وقد يكون المستعرب شابا، وقد يظهر بمظهر شيخ يستند إلى عُكَّاز لن يشك أحد أبدا في هرَمِه، قبل أن يعود عشرينيا سريعا حين يتدخَّل لاعتقال أحد الفلسطينيين أو اغتيال أحد عناصر المقاومة.

وتختار قوات الأمن والجيش الإسرائيليان عناصر وحدة المستعربين بعناية ويخضعون لتدريب طويل ومكثّف على حرب المدن، وتسند لهم مهمة جمع المعلومات الاستخباراتية ومطاردة الفلسطينيين المطلوبين بطرق مختلفة.
وتوجد مجموعة خاصة داخل وحدة المستعربين تُسمى “رأس المستعربين” وهؤلاء أشخاص مختلفون لديهم القدرة على أن يكونوا جواسيس، ولديهم موهبة التمثيل ويمكنهم الانتقال من شخصية إلى أخرى. كما أن خطة المستعربين وقائد القوات السرية يجب أن تحصل على موافقة رئيس الوزراء، وإذا لم يوافق فلن تنفذ العملية.
ويتم استخدام المستعربين بشكل مكثف في نابلس وجنين، نظرا لقدرتهم على التخفي والدخول داخل التجمعات الفلسطينية، لتسهيل دخول الجيش الإسرائيلي إليها.