“استيقظنا على نيران المدفعية”.. القتال يتواصل في السودان بعد فشل الاتفاق على هدنة

دخان يتصاعد فوق مبان بالخرطوم مع استمرار القتال بين العسكريين -12 مايو (AFP)

تواصل القصف الجوي والمدفعي في الخرطوم، اليوم الجمعة، بعدما أخفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في الاتفاق على وقف لإطلاق النار رغم “التزامهما بحماية المدنيين والسماح بعبور المساعدات الإنسانية”.

وتم التوقيع على “إعلان مبادئ” في السعودية في ساعة متأخرة أمس الخميس، بعد نحو أسبوع من المحادثات بين الجانبين، إلا أنه لم يصدر حتى الآن بيان عن أي من الطرفين يعترف بالاتفاق.

ومنذ اندلاع الاشتباكات بشكل مفاجئ في 15 أبريل/ نيسان، لم يظهر أي من الجانبين استعدادا لتقديم تنازلات لإنهاء القتال الذي أودى بحياة المئات ويهدد بالزج بالبلاد في أتون حرب أهلية شاملة.

“استيقظنا على نيران المدفعية “

قال محمد عبد الله (39 عاما) الذي يعيش في جنوب الخرطوم لرويترز “كنا نتوقع أن يهدئ الاتفاق الحرب لكننا استيقظنا على نيران المدفعية والضربات الجوية”، ودوت الأصوات نفسها في مدينة بحري المجاورة.

وتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، وهو نتاج محادثات جرت بوساطة سعودية وأمريكية في جدة، التزامات بالسماح بعبور آمن للمدنيين والمسعفين والإغاثة الإنسانية، وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمرافق العامة.

وقال مسؤولون أمريكيون أمس الخميس، إن التوقيع ستتبعه مفاوضات بشأن تفاصيل تأمين وصول المساعدات الإنسانية، ووقف لإطلاق النار مدة تصل إلى 10 أيام لتسهيل تلك المهام.

وذكر أحد المشاركين في جهود الوساطة أن الوسطاء دفعوا الجانبين إلى التوقيع على إعلان المبادئ الخاص بحماية المدنيين بهدف تخفيف التوترات في ظل استمرار الخلاف بشأن التوصل لوقف أوسع لإطلاق النار.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أمس الخميس، إن “الطرفين متباعدان جدا”، وأضاف أنهم لا يتوقعون امتثالا كاملا للمبادئ الواردة في الإعلان.

ووصف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الإعلان بأنه خطوة أولى، وكتب على تويتر “الأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والمملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق”.

انتهاكات متكررة

وشهدت الإعلانات السابقة لوقف إطلاق النار انتهاكات متكررة، مما ترك المدنيين وسط مشهد مرعب من الفوضى والقصف في ظل انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه وشحّ الغذاء وانهيار النظام الصحي.

ويلزم الإعلان الجانبين بإخلاء المباني العامة والخاصة بما في ذلك المنازل التي يتهم أصحابها قوات الدعم السريع بشكل خاص باحتلالها، وينفي الدعم السريع هذه الاتهامات ويلقي بالمسؤولية على عناصر من الجيش وجماعات مسلحة أخرى.

تنديد بالانتهاكات

ونددت دول غربية أمس الخميس، بانتهاكات ارتكبها الطرفان، وذلك في اجتماع عُقد بجنيف لبحث وضع حقوق الإنسان.

وقال كاميرون هدسون الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “هذه أمور من المفترض أن يفعلوها دون طلب، لا ينبغي أن ينسب لهم أي فضل في ذلك”، مشيرا إلى أنه يشك في أن قوات الدعم السريع لديها ما يكفي من السيطرة على جنودها لتنفيذ الاتفاق.

وقالت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (الإيغاد) إنه “يتعين على الطرفين نقل تعليمات واضحة لا لبس فيها للرتب الدنيا”.

ودعت المنظمات الجانبين إلى “تسهيل المرور الآمن للمساعدات الإنسانية وإعادة الخدمات الضرورية وسحب القوات من المستشفيات ودفن الموتى بطريقة لائقة”.

وأوقفت الكثير من وكالات الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى المساعدات عن السودان خاصة في العاصمة الخرطوم في انتظار ضمانات لسلامة المؤن والعاملين.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 600 شخص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 5 آلاف في القتال، لكنها أشارت إلى أنه من الأرجح أن تكون أعداد الضحايا الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.

ووفقًا لبيانات من الأمم المتحدة فقد فرّ العديد من السودانيين من الخرطوم ودارفور وبلغ عدد النازحين في الداخل 700 ألف شخص، وعدد اللاجئين إلى دول مجاورة 150 ألفًا.

المصدر : رويترز

إعلان