“اتخذتُ القرار الصحيح”.. طبيب مصري يتحدى اشتباكات الخرطوم ويختار البقاء لدعم المرضى (فيديو)

“في تلك اللحظة، لم يكن لدي خيار سوى اتخاذ القرار الصحيح للبقاء في الخرطوم خلال هذه الظروف الصعبة” بهذه الكلمات سجّل الطبيب المصري (عبد العاطي المناعي) موقفًا مما يجري في السودان.

وفي الوقت الذي كان فيه المئات يفرون من العاصمة السودانية بسبب القتال الذي اندلع فجأة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اختار الطبيب المصري -الذي كان يستعد لافتتاح عيادة في وسط الخرطوم- البقاء وسط الرصاص والاشتباكات.

وفي حي (المعمورة) وسط الخرطوم، يقدم الدكتور المصري عبد العاطي المناعي خدمات الطوارئ الطبية المجانية لكل من يحتاجها في السودان الذي مزقه القتال الذي اندلع وسط الأزمات المتعددة.

وكان الدكتور المناعي، أخصائي جراحة المسالك البولية والعقم ولديه 23 عامًا من الخبرة الطبية، في رحلة عمل في السودان لبضعة أشهر، حيث أنشأ مركزًا طبيًا لم يفتحه بسبب اندلاع القتال.

وعندما بدأت الاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لم يفرّ الطبيب وقرر البقاء وسط القتال وأصوات القصف في الخرطوم.

قال الدكتور عبد العاطي “في تلك اللحظة، لم يكن لدي خيار إلا اتخاذ القرار الصحيح للبقاء في السودان خلال هذه الظروف الصعبة، حيث الحاجة ماسّة إلى المساعدة الطبية والكوادر لتقديم المساعدة.

وأكد أنه في مثل هذه الحالات، عادة ما يكون هناك نقص في الخدمات الطبية وقال “لهذا اتخذت القرار واعتذرت لجميع الأصدقاء الذين طلبوا مني العودة إلى مصر، وواصلت العمل هنا وخدمت المرضى من يحتاجون المساعدة”.

وقال الطبيب المصري، إنه أنشأ 4 عيادات في المركز الطبي قبل اندلاع القتال، بها تجهيزات طبية مختلفة جاهزة، وعندما بدأ القتال قرر استخدامها كل هذه الأدوات والمستلزمات للاستخدام الطارئ للمرضى في المنطقة.

وسط القتال

وكشف الطبيب أن الحي الذي يسكن فيه يقع في وسط القتال، مشيرًا إلى أنه يستمر في سماع صوت إطلاق النار في كل مرة، موضحًا أنه أنشأ خطين متحركين مختلفين للمرضى للاتصال بهم عندما لا يستطيعون التحرك بسبب الاشتباكات.

وبحزن واضح يقول الطبيب المصري، إن عائلته قلقة عليه وخاصة والدته التي لم يخبرها بالأحداث في السودان وتوفيت قبل أيام، دون أن يتمكن من رؤيتها.

وقال عبد العاطي “لم أخبر والدتي عن الوضع في السودان، كان هذا أصعب موقف شهدته في حياتي، كان من الصعب للغاية التحرك والعودة لرؤيتها، مرضت ليومين فقط، أدعو لها بالرحمة، وأن يعطيني القوة وسط هذه الخسارة الفادحة “.

وتسبب القتال بأزمات إنسانية ومعيشية واسعة، في ثالث أكبر دولة في أفريقيا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد ودفع 150 ألفًا إلى الفرار إلى الدول المجاورة، كما أثار اضطرابات في منطقة دارفور بغرب السودان.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز

إعلان