بعد دعوة منظمة الصحة العالمية.. رئيس الشركة المطورة لـ”تشات جي بي تي” يحذر من خطر الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" المطوّرة لبرنامج "تشات جي بي تي" (رويترز)

حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” المطوّرة لبرنامج “تشات جي بي تي”، من مخاطر الذكاء الاصطناعي مطالبا الكونغرس بسن تشريعات لتنظيم التكنولوجيا والحد من أخطارها.

وطالب ألتمان خلال حديثه أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، بفرض قواعد على شركات التكنولوجيا الكبرى، للتخفيف من أخطار نماذج الذكاء الاصطناعي التي تزداد بقوة، على حد وصفه.

وأذهل برنامج “تشات جي بي تي” العالم بعد طرحه للاستخدام العام نهاية العام الماضي، وأصبح واحدا من أسرع البرامج نموا في تاريخ التكنولوجيا الأمريكية.

وأثار “تشات جي بي تي” اهتماما واسعا في العالم بالذكاء الاصطناعي التوليدي بفعل قدرته على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية أو ترجمات، في ثوانٍ فقط.

ودخلت آلاف من الشركات العملاقة والصغيرة في سباق محموم منذ شهور على استخدام الذكاء الاصطناعي، وخصصت من أجل ذلك بيانات لا حصر لها ومليارات الدولارات، في وقت يخشى منتقدون من أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تفاقم الأضرار على المجتمع.

وقال ألتمان “نعتقد أن التدخل التنظيمي من الحكومات سيكون ضروريا للتخفيف من أخطار النماذج التي تزداد قوة”، مشيرا إلى تحديات على غرار التضليل وإلغاء الوظائف.

وأضاف ألتمان “تم تأسيس ‘أوبن إيه آي’ بناء على اعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين كل جانب من جوانب حياتنا تقريبا، ولكنه أيضا يخلق أخطارا جسيمة”.

لكن ألتمان شدّد على أن الذكاء الاصطناعي الذي تطوّره “أوبن إيه آي” سيكون قادرا على معالجة “بعض من أكبر التحديات التي تواجه البشرية على غرار التغيّر المناخي وشفاء (مرضى) السرطان”.

 التلاعب في الانتخابات

وحذّر ألتمان من استخدام الذكاء الاصطناعي للتدخل في نزاهة الانتخابات، قائلا إنه “مبعث قلق كبير”، مضيفا أن الأمر يحتاج إلى تنظيم.

وفي حديثه أمام الكونغرس، قال ألتمان إنه ينبغي للولايات المتحدة النظر بشكل عام في متطلبات الترخيص والاختبار لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.

وسُئل ألتمان عن رأيه في نوع الذكاء الاصطناعي الذي يجب أن يخضع للترخيص، فقال إنه النموذج الذي بوسعه التوجيه إلى قناعة محددة أو التلاعب بمعتقدات الأفراد.

وأضاف أنه يجب أيضا أن يكون للشركات الحق في قول إنها لا تريد استخدام بياناتها في التدريب على الذكاء الاصطناعي، وهي إحدى الأفكار التي تجري مناقشتها حاليا في الكونغرس.

الصحة العالمية تحذر

ودعت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إلى توخي الحذر عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في استشارات الرعاية الصحية العامة، قائلة إن البيانات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي للتوصل إلى قرارات قد تتسم بالتحيز أو يساء استخدامها.

وذكرت المنظمة أنها متحمسة لإمكانيات الذكاء الاصطناعي، ولكن لديها مخاوف بشأن كيفية استخدامه لتحسين الوصول إلى المعلومات الصحية بصفته أداة لدعم اتخاذ القرار ولتحسين الرعاية التشخيصية.

وقالت المنظمة في بيان إن البيانات المستخدَمة في تدريب الذكاء الاصطناعي قد تكون متحيزة وتعطي معلومات مضللة أو غير دقيقة، ويمكن إساءة استخدام النماذج لتوليد معلومات مغلوطة.

ويأتي تحذير المنظمة في وقت يزيد فيه الإقبال على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يسلط الضوء على تقنية قد تغيّر طريقة عمل الشركات والمجتمع.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان