تقرير أممي يحدد الأعوام الأكثر دفئا.. ودراسة تتنبأ بموجات حر أعلى 30 مرة

يزيد ارتفاع درجة الحرارة مخاطر تبخر المياه مما يؤدي إلى مزيد من موجات الجفاف المتطرف (غيتي)

أفادت دراسة أجرها علماء مناخ دوليون ونُشرت، الأربعاء، أن التغير المناخي زاد بـ30 مرة احتمالية حدوث موجات حر قاتلة مثل تلك التي شهدتها بنغلادش والهند ولاوس وتايلند الشهر الماضي.

يأتي ذلك في حين حذّرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من أن الفترة الممتدة من 2023 حتى 2027 ستكون بشكل شبه مؤكد أكثر فترة حارة يشهدها كوكب الأرض على الإطلاق.

وسُجل في أجزاء من الهند الشهر الماضي ارتفاع في درجات الحرارة لتصل إلى أعلى من 44 درجة مئوية في منتصف أبريل/ نيسان، مع تسجيل 11 وفاة على الأقل في مومباي تعزى إلى ضربات الشمس في يوم واحد، كما سجلت دكا في بنغلادش “اليوم الأكثر حرًا” منذ نحو 60 عامًا.

وبحسب الدراسة التي أجرتها مجموعة (World Weather Attribution) فإن مدينة تاك في تايلند سجلت أعلى درجة حرارة في تاريخها عند 45.4 درجة، وتم الإبلاغ عن حالتي وفاة على الأقل، بينما سجلت مقاطعة ساينيبولي في لاوس 42.9 درجة مئوية وهو رقم قياسي وطني.

واطلعت الدراسة على متوسط درجات الحرارة القصوى والحد الأقصى لمؤشر الحرارة الذي يتضمن الرطوبة، وأكدت أن “في كلا المنطقتين، وجد الباحثون أن التغير المناخي جعل احتمالية حدوث موجة الحر الرطبة أكثر بثلاثين مرة، مع درجات حرارة أعلى بمقدار درجتين مئويتين مما كانت ستكون عليه دون التغير المناخي”.

وأضافت أنه “حتى يتم وقف انبعاثات الغاز الحراري، ستستمر درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، وستصبح أحداث مثل هذه أكثر تواترًا وشدة”، ووجد التحليل أيضًا أن في الهند وبنغلادش، وفيما كانت تحدث سابقًا مرة كل 100 عام، يمكن توقع تكرار هذه الظاهرة مرة كل 5 سنوات بسبب التغير المناخي الذي تسبب به البشر.

وبالنسبة للاوس وتايلند، فإنه في حال ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين -كما سيحدث في غضون 30 عامًا حال عدم خفض الانبعاثات بسرعة- فإن هذا سيتكرر مرة كل 20 عامًا، مقارنة بمرة كل قرنين كما كانت عليه الحال، بحسب الدراسة. وتعد موجات الحر الشديدة واحدة من الأحداث الجوية الأشد فتكًا.

ظاهرة “إل نينيو”

وحذّرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من أن الأعوام الأربعة المقبلة ستكون -بشكل شبه مؤكد- أكثر فترة حارّة تشهدها الأرض، في ظل التأثير المشترك لغازات الدفيئة، وظاهرة “إل نينيو” المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.

كذلك، نبّهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الحرارة العالمية ستتجاوز قريبًا الهدف الأكثر طموحًا لاتفاق باريس حول المناخ، “فثمة احتمال بنسبة 98% أن تكون واحدة على الأقلّ من السنوات الخمس المقبلة، وفترة الخمس سنوات بأكملها، هي الأكثر دفئًا على الإطلاق”.

أما احتمال أن يتجاوز المتوسط العالمي السنوي لحرارة سطح الأرض بـ1.5 درجة مئوية المستوى المسجل ما قبل الثورة الصناعية خلال واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، فنسبته 66% بحسب المنظمة.

وينص اتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015 على عمل البلدان الموقعة لحصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين كحد أقصى مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر، وبـ1.5 درجة مئوية إذا أمكن.

ناقوس الخطر

وتابعت المنظمة “من المتوقع أن تتطور ظاهرة (إل نينيو) في الأشهر المقبلة إلى جانب التغير المناخي الذي يتسبب به الإنسان، وسترفع هذه الظاهرة درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة”، وشدّدت على ضرورة الاستعداد لأن تداعيات ذلك “على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة ستكون كبيرة”.

وإل نينيو ظاهرة مناخية طبيعية تترافق عمومًا مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة في الجفاف في بعض أنحاء العالم وأمطار غزيرة في مناطق أخرى، وحدثت هذه الظاهرة آخر مرة في 2018-2019 وحلت مكانها جولة طويلة من ظاهرة إل نينيا التي تسبب آثارًا عكسية، خصوصًا انخفاض درجات الحرارة.

ورغم هذا التأثير المعتدل، كانت السنوات الثماني الماضية الأكثر حرًّا على الإطلاق، ومن دون ظاهرة إل نينيا، كان احترار المناخ ليكون أسوأ.

في مطلع مايو/أيار، قدّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالًا بنسبة 60% لتشكّل ظاهرة إل نينيو بحلول نهاية يوليو/تموز وبنسبة 80% بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

وتظهر آثار إل نينيو على درجات الحرارة في العام التالي لتشكّل هذه الظاهرة المناخية، ومن المحتمل أن يكون تأثيرها محسوسًا بشكل أكبر في عام 2024، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

المصدر : الفرنسية

إعلان