“هدير طائرات ودوي مدافع” استمرار المعارك في السودان رغم الوضع الكارثي (فيديو)

قال مراسل الجزيرة مباشر، إن اشتباكات اندلعت صباح اليوم الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم “الهدنة السادسة” التي وافق عليها الطرفان المتحاربان.
وأكد أن طائرة حربية حلقت في سماء الخرطوم، وحاولت المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع التصدي لها.
المعارك تتواصل
وتواصلت المعارك العنيفة في السودان اليوم بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة، رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها، في حين يحذر المجتمع الدولي من وضع إنساني كارثي.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن أحد سكان الخرطوم قوله “نسمع طلقات نارية وهدير طائرات حربية ودوي مدافع مضادّة للطائرات”.
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ أن اندلعت المعارك في 15 أبريل/ نيسان، بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصًا دارفور بغرب البلاد عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5 آلاف جريح، بحسب البيانات الرسمية، ويُعتقد أنّ هذا العدد أقلّ من الواقع بكثير.
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن البلاد على أعتاب كارثة حقيقية، مشيرة إلى تردي الأوضاع في القطاع الصحي، وانعدام الخدمات الأساسية، فضلًا عن نزوح السكان العالقين وسط القتال.
وقالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وإنها ما زالت بحاجة إلى 1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.
Today I called on Security Council members to exert maximum leverage to end the violence in Sudan, restore order and return to the path of the democratic transition.
We must all do everything within our power to pull Sudan back from the edge of the abyss. pic.twitter.com/nJCYgi1WNM
— António Guterres (@antonioguterres) April 24, 2023
من جانبه، قال متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحفي في جنيف إنّ المعارك الدائرة في السودان منذ منتصف نيسان أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد.
وقالت مسؤولة من مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من 100 ألف لاجئ عبروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة هربًا من الصراع الذي اندلع الشهر الماضي.
أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توافر الإمكانات المالية، فيواجهون نقصا في الغذاء والمياه والكهرباء في حين تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
“الجنرالان يرفضان الاستماع إلى النداءات”
وحذّر الرئيس الكيني وليام روتو من أنّ الوضع في السودان بلغ مستوى كارثيًّا، وقال إن “الجنرالين المتحاربين يرفضان الاستماع إلى نداءات المجتمع الدولي” مطالبًا بإرسال المساعدات سواء تم وقف إطلاق النار أم لا.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني، كرّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “دعم الولايات المتحدة للجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل إنهاء النزاع وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق”.
ومما زاد الوضع تفاقمًا أنّ أعمال العنف والنهب لم تستثن المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان، وتخشى منظمة الصحة كذلك من “كارثة” في النظام الصحّي الذي كان هشًّا أصلًا.
وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم ولكنها تعاني من نقص في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.