تغنيا بالوطن ونددا بقسوة الشرطة.. اعتقال شابين تونسيين بعد إصدارهما أغنية ساخرة (فيديو)

عناصر من الشرطة التونسية (أسوشيتدبرس - أرشيف)

لم يكن يدر بخلد شابين تونسيين بعدما أصدرا أغنية ساخرة على شبكة الإنترنيت تتحدث عن وحشية الشرطة وانتشار تجريم المخدرات في البلاد، أن يحدث لهما بعد 3 أيام ما وصفاه في الأغنية.

وتضمنت الأغنية المتخيلة اقتحام الشرطة لمنزل شاب تونسي واتهامه خطأً بتدخين الحشيش وأخذه لمخفر، واحتجازه لبضعة أيام.

كما تسخر الأغنية من فساد رجال الأمن، مستنكرة العقوبات الصارمة المفروضة على تدخين الحشيش، حيث تمثل جرائم المخدرات ثلث نزلاء سجون تونس.

وانتشرت الأغنية بسرعة ووصلت إلى 1.7 مليون مشاهدة على التيك توك، ونجحت في نيل دعم مئات الآلاف من المعجبين.

لكن حكاية الأغنية الخيالية عن قسوة الشرطة سرعان ما أصبحت واقعة حقيقية.

فبعد 3 أيام، تم القبض على يوسف شلبي وضياء نصير، وهما في طريقهما إلى منزل صديقهما، واتهما “بإهانة الآخرين عبر شبكات التواصل والتعدي على مسؤول عام”.

وقال الشلبي وهو طالب من مدينة نابل “في البداية شعرت بالارتباك، ولم يتم السماح لي بالاتصال بأسرتي، وعندما طلبت محاميًا لمؤازرتي تم الرفض”.

وأضاف الشلبي لوسائل إعلام محلية “ما غنيت عنه هو ما حدث لي بالضبط”.

وتابع “صدمت لسماع الاتهامات. شعرت كأنني إرهابي”.

ويواجه الطالبان اتهامات قد تصل إلى السجن 4 سنوات.

وانتشرت موجات الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعت حملات إلى إطلاق سراح الطالبين، كما تمت مشاركة صور الفيل الكرتوني خلف القضبان احتجاجًا على احتمال سجنه كونه غير عادل.

وتم إنشاء نسخة مختلفة من الأغنية للتنديد بمرسوم بقانون رقم 54، الخاص بالجرائم الإلكترونية الذي نشره الرئيس قيس سعيّد في سبتمبر/أيلول 2022، الذي تم استخدامه لاستهداف خصومه.

وبعد يومين من الاعتقالات، قدم محامون طلبًا للإفراج عن الطالبين، لكنه قوبل بالرفض.

في اليوم التالي، 19 مايو/أيار، مباشرة قبل الذهاب إلى قمة جامعة الدول العربية، أعرب سعيّد عن دهشته لمثل هذا الاعتقال.

وقال “لا يوجد مبرر لاعتقال الطلاب الذين هم على وشك اجتياز الامتحانات. هذا غير مقبول”.

وبعد ساعات قليلة من تصريح الرئيس، تم الإفراج عن الطالبين في انتظار محاكمتهما الثلاثاء المقبل.

وقال شلبي “لم نهن أحدًا. كنا نغني فقط”.

وأضاف “أريد أن أشكر كل من ساندني. لولا ردة الفعل الشعبي، كنت سأظل مسجونًا. أنا أفكر في كل الأشخاص الآخرين الذين سُجنوا ظلمًا ولم يسمع أحد عنهم ماذا يحدث لهم؟”

وقالت المحامية إيمان السويسي لوسائل إعلام محلية إن هناك حاجة لعدم تكرار هذه الانتهاكات. “هذه المحاكمة هي أكثر من مجرد محاكمة يوسف وضياء. إنها تتعلق بحرية التعبير وحرية الفكر وحرية انتقاد الأنظمة القمعية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية + ميدل إيست آي

إعلان