تجدد القتال في الخرطوم والدعم السريع “يبرّر” عدم خروج قواته من المنازل والمستشفيات (فيديو)

قصفت طائرات الجيش السوداني، صباح اليوم الاثنين، مواقع لقوات الدعم السريع في شرق النيل وسط دوي المضادات الأرضية، وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن مقاتلات حربية حلقت بكثافة في سماء أحياء شمال الخرطوم بحري.

وفي الخرطوم، تجدد تحليق الطيران والقصف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الاثنين، رغم موافقة الطرفين على هدنة تم الإعلان عنها من قبل الوساطة الأمريكية السعودية.

وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن قوات الدعم السريع قصفت -اليوم الاثنين- بالمدفعية الثقيلة مواقع تابعة للجيش السوداني وسط العاصمة السودانية الخرطوم.

وأشار إلى أن طائرة حربية تابعة للجيش السوداني شنت غارة جوية على مواقع تمركز قوات الدعم السريع بضاحية كافوري بالخرطوم بحري شمال العاصمة.

“السيطرة” على المستشفيات والمنازل

من ناحية أخرى، برّر مستشار قائد الدعم السريع للشؤون الاستراتيجية، عدم انسحاب قوات الدعم السريع من المواقع التي سيطرت عليها في الخرطوم، بأن إعلان جدة الأخير لم يتناول الجانب العسكري ضمن الاتفاق.

وفي ردّ على سؤال من المذيع أحمد طه على برنامج المسائية مساء أمس -حول عدم خروج المقاتلين من الشوارع والمستشفيات والبيوت، إذا كانوا يرغبون في وقف إطلاق النار- قال مستشار قائد الدعم السريع إن التقارير حول ذلك، هي دعاية يقوم بها الطرف الآخر.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان قد تداولوا، إفادات حول دخول قوات الدعم السريع بعض المنازل في الخرطوم وطرد سكانها منها واتخاذها مقرات لتلك القوات.

كما أشارت تقارير جهات حكومية وغير حكومية، إلى سيطرة قوات الدعم السريع على مستشفيات عديدة في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري ومنطقة شرق النيل، من بينها مختبر كبير توجد فيه عينات من أمراض معدية جدًّا مثل الحصبة والكوليرا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أواخر أبريل/ نيسان الماضي، أنها تجري “تقييمًا معمقًا للمخاطر” الصحية بعد سيطرة أحد الطرفين المتحاربين في الخرطوم على مختبر، وقال مسؤول رفيع من المنظمة إن “الفريق على الأرض فضلًا عن فرقنا المكلفة المخاطر البيولوجية والأمن البيولوجي، يجري تقييمًا معمقًا للمخاطر”.

ارتفاع عدد الضحايا

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه نقابة أطباء السودان، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى 863 قتيلا و3 آلاف و531 مصابا، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.

وقالت النقابة الطبية (وهي نقابة غير حكومية) في بيان، إن اشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا بغرب البلاد أدت إلى سقوط 28 قتيلا في 3 أيام (من 18 إلى 20 مايو/ أيار الجاري).

وفي ليلة أمس الأحد أعلنت السعودية والولايات المتحدة دخول هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ مساء الاثنين على أن تستمر مدة أسبوع، فضلا عن استمرار محادثات طرفي النزاع في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل النزاع بالحوار.

ومنذ 15 أبريل الماضي، تشهد عدة ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إثر خلافات بينهما، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وتسبب في أزمة إنسانية حادة.

ومن المقرر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعه الجيش وقوات الدعم السريع بعد محادثات في مدينة جدة السعودية، حيز التنفيذ مساء اليوم الاثنين ويخضع لآلية مراقبة مدعومة دوليا ويسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

خسائر ومعاناة

وخلّفت الحرب الدائرة في السودان، خسائر فادحة في البنية التحتيّة، إذ خرجت معظم المستشفيات من الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غربيّ البلاد الذي يشتدّ فيه القتال أيضا.

وقد أجبر القتال الأشخاص الذين لم يتمكّنوا من الفرار من سكّان العاصمة البالغ عددهم نحو 5 ملايين نسمة، على ملازمة منازلهم بلا ماء ولا كهرباء.

وفي بلد مصارفه مغلقة وقوافل الإمدادات فيه تتعطّل بسبب الغارات الجوية ونيران المدفعية والمعارك الثقيلة بين المباني في الأحياء السكنية، يتفاقم شحّ الغذاء بعد أن دُمّرت معظم مصانع الأغذية أو نُهبت.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.

وجدّد مسؤول الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى “إيصال المساعدة الإنسانيّة في شكل آمن”، في وقت يحتاج فيه أكثر من 25 مليون من سكان السودان -أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة- إلى مساعدات.

وفي حال استمرار الحرب، فقد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة، في وقت تخشى فيه هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال إليها.

وكان البيان الأمريكي السعودي المشترك قد أكّد أنّه “خلافا لوقف إطلاق النار السابق، تمّ التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتّفاقيّة التي تمّ التوصّل إليها في جدّة، وستدعمُها آليّة لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دوليًّا” من السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وقال حسين محمد المقيم في مدينة بحري شماليّ الخرطوم لوكالة فرانس برس “نأمل هذه المرة أن يُراقب الوسطاء تنفيذ” الاتّفاق، مشيرا إلى أن هذه الهدنة قد تُتيح “فرصة جيّدة حتى تُراجع والدته المريضة الطبيب”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان