“البيت يهتز مع كل قصف”.. أسرة سودانية تصف الرعب المستمر وندرة الغذاء منذ بدء الاشتباكات (فيديو)

زارت كاميرا الجزيرة مباشر، الأربعاء، أسرة سودانية ووقفت على ما تعانيه من أوضاع صعبة بسبب إقامتها قرب مناطق الاشتباكات وسط العاصمة الخرطوم، حيث تستمر الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان.
وقال المواطن عمر الكباشي إنهم محاصرون من جميع الجوانب في جزيرة توتي في الجهة الغربية القريبة من أم درمان المتاخمة لمنطقة الاشتباكات.
وتابع “نعيش في رعب مستمر منذ ساعات الصباح الأولى وإلى المساء”، وأفاد أنهم ليسوا متعودين على ما يعيشونه، قائلًا “إنها المرة الأولى التي نرى فيها حربًا وأصوات القذائف والطائرات”.
دكاكين خالية
وقال الكباشي للجزيرة مباشر، إنهم مثل جميع سكان الجزيرة “يستيقظون على أصوات القصف ويعانون بسبب المعيشة”، وأضاف “نخاف من الخروج من المنزل عشنا أيامًا على المؤن المتبقية من شهر رمضان الكريم وما زلنا كذلك حتى الآن”.
ووصف المواطن صعوبة المعيشة، قائلًا “نتعايش مع الوضع حتى لا نخرج لجلب أي شيء من الدكان، في البداية كنا نخاف الخروج، لكن فيما بعد خلت الدكاكين من المواد الغذائية وما توفّر منها يباع بأسعار فاحشة الغلاء”.
وتابع المواطن المتضرر “تضاعف سعر الدقيق من 600 جنيه سوداني إلى 1200 (الدولار = 600 جنيه)، ووصل كيلو الطماطم إلى 5 آلاف جنيه، وندر السكر والزيت في المحلات واللحوم والخضراوات في الأسواق”، موضحًا أنهم يعدون الخبز في المنزل، وأن “المواد لم تكن متوفرة وبعد إحضارها من الأسواق المركزية في الأيام القليلة الماضية أصبحت أسعارها غالية”.
وقال “نعاني معاناة شديدة”، وتمنى رب الأسرة انتهاء الحرب وتوافق الأطراف على حلّ “حتى يعم السلام والأمان وهو أكثر ما يحتاج إليه الشعب، نتمنى أن يعود السودان إلى سابق عهده وأفضل”.
وعبّر طفله للجزيرة مباشر عن الخوف الشديد من الأصوات التي يسمعها وما يجري في الخارج، أما الأم فقالت إنهم أصبحوا متعودين على أصوات القصف والرعب متمنية أن تنتهي الحرب ويعم السلام.
ووصفت الزوجة حالة الرعب قائلة “نتأثر بالقصف الذي يأتي من جهة الإذاعة، ويبدأ في ساعات الصبح الأولى ويستمر طيلة اليوم، إذ تهتز النوافذ وأبواب المنزل مع كل قصف، كما تأثر السور الخارجي للمنزل”.
كان عيدا صعبا
وروى المواطن أنه وأسرته قضوا عيدًا صعبًا؛ إذ استمر القصف يوم العيد كما “عرف اليوم سقوط ضحايا”، وفق عمر الكباشي.
ومضى إلى أن المواطنين “أصبحوا مسؤولين عن أمانهم إذ غابت الشرطة وأغلقت مركزها في جزيرة توتي”.
وقال الكباشي إن عددًا من المبادرات المجتمعية انتشرت في جزيرة توتي، إذ بادر مواطنون بإعطاء فائض ما لديهم من الدواء لمن يحتاج إليه، بعد إغلاق الصيدليات، كما أطلق شباب مبادرة جمع المواد الغذائية من الأهالي لتوزيعها على الأكثر احتياجًا.
وتجددت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة -في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس- مع دخول الهدنة السابعة يومها الأول، بين الجيش السوداني والدعم السريع بمحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم.
وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن طائرات حربية تحلق في سماء مدينة الخرطوم بحري شمالي العاصمة، وإن مضادات أرضية تابعة للدعم السريع تحاول التصدّي لها.