أوضاع شديدة الصعوبة.. القتال في السودان يعوق جهود توفير المساعدات والإغاثة (فيديو)

استمر القتال الكثيف في السودان، أمس الخميس، رغم اتفاق للهدنة وافق عليه الطرفان المتحاربان، في وقت حذرت فيه المخابرات الأمريكية من أن كلا من طرفي الصراع يحاول فرض سيطرته قبل مفاوضات محتملة.

ودوت أصوات القصف والاشتباكات في الخرطوم، وأم درمان وبحري المجاورتين، في انتهاك لأحدث هدنة مدتها 7 أيام، في حين يحاول الجيش السوداني إبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش.

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان مساء أمس الخميس، موافقتها على تمديد أجل الهدنة 72 ساعة إضافية، من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة، بحسب البيان.

ورغم الإعلان المتكرر عن وقف إطلاق النار، فإن الجانبين يتصارعان على السيطرة على الأراضي في العاصمة الخرطوم قبل محادثات محتملة، رغم أن طرفي الصراع لم يبديا استعدادا يذكر للدخول في محادثات بعد مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع القتال.

وسعى الجيش السوداني يوم أمس الخميس، إلى طرد قوات الدعم السريع من مواقعها القريبة من وسط الخرطوم في معارك كثيفة، اعتُبرت الأعنف منذ بدء القتال.

عرقلة جهود الإغاثة

ويعرقل القتال العنيف بين الجيش والدعم السريع، جهود العمل الإنساني وخاصة في الوصول إلى المناطق المتضررة لمساعدة المحتاجين في بلد كان ثلث سكانه يعانون الجوع قبل الحرب.

وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم حالة من الفوضى منذ أن اندلعت المعارك في 15 نيسان/ أبريل بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو.

وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى أبرزها دارفور في الغرب، عن مقتل 700 شخص على الأقل وإصابة الآلاف بجروح، بحسب تقارير، ويُعتقد أن هذه الأرقام أقلّ بكثير من الواقع.

وهرب السجناء من 3 سجون على الأقل في الخرطوم، وتعرضت المستشفيات للقصف، وانتشرت أعمال النهب في غياب الشرطة، ويقول العاملون في المجال الإنساني إن مقارهم تعرّضت للنهب.

وقال مسؤول من المجلس النروجي للاجئين، لوكالة فرانس برس “لا يمكننا تعريض حياة زملائنا للخطر”، وأضاف “لا يمكننا الذهاب إلى مراكزنا لمعاينة حجم عمليات النهب”.

“خيانة لمطالب الشعب”

ومع استمرار القتال على الرغم من موافقة الجانبين على وقف إطلاق النار بضع مرات، قال البيت الأبيض أمس إنه قد يعاقب المسؤولين عن زعزعة استقرار السودان.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن العنف خيانة لمطالب الشعب السوداني بحكم مدني، وإن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية “حين تسنح الظروف”.

من جانبها، قالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “كلا الجانبين يعتقد أنه قادر على الانتصار عسكريا وأنه ليس لديه حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

وأودى انزلاق السودان فجأة في هاوية الحرب بحياة المئات، وتسبب في كارثة إنسانية، وفي نزوح جماعي للاجئين إلى الدول المجاورة، وقد يستجلب تدخل قوى خارجية؛ مما يزيد زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا.

“فوضى ونهب”

ووجّه الصراع الدامي بين العسكريين في السودان، ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد وخاصة في العاصمة الخرطوم، حيث عطل طرق التجارة الداخلية وهدد الواردات وأثار أزمة سيولة.

وفي أنحاء العاصمة تعرضت المصانع والبنوك والمتاجر للنهب أو التخريب، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع كبير في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.

وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع، الأربعاء، لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم الهدنة من جديد.

وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إنه يأمل عقد اجتماع مباشر مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية.

وقالت منظمة هيومن رايتس، إن حصيلة الضحايا المدنيين ارتفعت بسبب استخدام طرفي الصراع الدبابات والمدفعية والصواريخ والغارات الجوية في مناطق مأهولة بالسكان، متهمة الجانبين بالاستهتار بحياة المدنيين.

المصدر : وكالات

إعلان