بالدموع.. أسرة سودانية تروي للجزيرة مباشرة مأساة فقدها ولدها الوحيد بسبب قذيفة فجّرت مخه (فيديو)

روت أسرة سودانية بالدموع تفاصيل مقتل ولدها الوحيد، جراء الاشتباكات الدائرة في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال والد الطفل محمد أثري حسين للجزيرة مباشر من داخل منزله في مدينة الأُبيّض بولاية شمال كردفان إن ابنه (15 عامًا) أصيب بشظية في رأسه جراء الاشتباكات، أخرجت مخه كاملًا ليلقى حتفه على الفور يوم الخميس 4 مايو/أيار الجاري.
وأضاف الأب أنهم كانوا يعيشون في أمان ولا ذنب لهم، لتصل نيران الاشتباكات إلى أبنائهم وفلذات أكبادهم، مشيرًا إلى أن القذائف استهدفت منازل في منطقتهم.
وقالت الأسرة إن الفتى محمد كان يتمتع بأخلاق حميدة وطباع هادئة، وكان محط اهتمام الأسرة بأكملها لأنه الابن الأصغر والولد الوحيد، إذ تكبره 3 شقيقات.
وأوضح الأب أن الأُبيّض تفتقد الأمن منذ اندلاع الاشتباكات، وأنهم يعانون أشد المعاناة جراء تعطل الحياة الطبيعية في المدينة بشكل كامل، إذ لا يقوى أحد على فتح المتاجر أو حتى الذهاب إلى العمل أو الأسواق التي باتت أبوابها موصدة.
وروت شقيقات الفقيد ظروف الحياة التي يعيشونها وسط نوبات بكاء، وقالت إحداهن إن أكثر ما يؤثر فيهم أن والدتها ذهبت للعمرة ولم تستطع العودة إلى السودان بسبب الأوضاع، ثم قُتل ولدها الوحيد وهي بعيدة عنه، ولم تستطع وداعه قبل دفنه.
واندلعت مواجهات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 أبريل/نيسان الماضي، لتبدأ شرارتها في العاصمة الخرطوم، وتتسبب في حالة من الفوضى طالت أنحاء البلاد.
وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 23 يومًا عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح، حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي)، فضلًا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفًا إلى الدول المجاورة.
كما أجبرت عددًا كبيرًا من المواطنين على البقاء في منازلهم، حيث يعانون انقطاع المياه والكهرباء، ونقص مخزون الطعام والمال.