علماء يكتشفون كيف يمكن “إبعاد” الكوابيس بواسطة البيانو

جودة النوم مرتبطة بالآرق
هناك علاقة بين الانفعالات والمشاعر التي نراها في أحلامنا، ومشاعرنا الحقيقية في الواقع (غيتية)

كشفت دراسة صحية جديدة، أن عزفًا بسيطًا بآلة البيانو الموسيقية، يمكن أن يساعد في إبعاد الكوابيس والتقليل من تكرار الأحلام السيئة.

وبحسب تقرير نشره موقع “ساينس ألرت” العلمي، فإن فريق الباحثين طالبوا 36 ممن تم تشخيصهم باضطراب الكوابيس، بأن يكتبوا أكثر الكوابيس التي تلح عليهم وتتكرر في منامهم، ثم شغلوا عزفًا موسيقيًا بسيطًا بآلة البيانو وتحديدًا (وتر البيانو C69) إلى جوارهم عند خلودهم إلى النوم.

وينقل التقرير عن المعالج الفيزيائي، بمستشفى جامعة جنيف السويسرية لامبورس بيروغامفورس، قوله إن “هناك علاقة بين الانفعالات والمشاعر التي نراها في أحلامنا، ومشاعرنا الحقيقية في الواقع”.

وأضاف أن “ملاحظاتنا تشير إلى أنه يمكن مساعدة الناس بتغيير مشاعرهم أثناء النوم، وفي هذه الدراسة كشفنا أنه يمكن تغيير أكثر المشاعر السلبية لدى المصابين باضطرابات الكوابيس”.

ويقول التقرير إن الكثيرمن المصابين بتكرار الكوابيس، يعانون أيضًا وفي الغالب، من مشاكل في طبيعة نومهم، أو مدى جودة النوم، الأمر المرتبط بدوره بعدة مشاكل صحية أخرى، مثل القلق، وما قد يتبعه من الإصابة بالآرق، واضطراب النوم، وقد شهدت فترة وباء كورونا، تزايد ظاهرة اضطرابات النوم والكوابيس، عبر أنحاء العالم.

ويضيف التقرير أنه بالنظر إلى عدم قدرتنا على فهم أسباب أو كيفية قيام عقولنا بخلق الأحلام أثناء النوم، إلا أن فكرة القدرة على علاج مشكلة الكوابيس المرضية، تعد أمرًا رائعًا، يتم عبر وسائل عدة.

ومن بين تلك الوسائل، مطالبة المصابين بكتابة نص عن الكوابيس التي يعانون منها، وتحويل الأحداث لتصبح النهاية سعيدة أو مضحكة، ثم يكررون إقناع أنفسهم بأن النسخة التي كتبوها ستحل محل الكابوس المعتاد، وهذه الطريقة تسمى “العلاج التجريبي المصور” أو “أي أر تي”،  وأثبتت نجاحا في تخفيض عدد مرات الكوابيس على الأقل.

يمكن مساعدة الناس بتغيير مشاعرهم أثناء النوم (غيتي)

وفي عام 2010، وجد العلماء أن صوت عزف  موسيقي، تم تدريب الأشخاص عليه مسبقًا وربطه  بمحفزات خاصة أثناء النوم يساعد على استحضار المحفزات الجيدة، فيما يعرف باسم “إعادة تفعيل الذكريات المحددة”، أو “تي إم أر”، وهو الأمر الذي يبحث العلماء في إمكانية استخدامه لدعم طرق علاجية أخرى، لوقف الكوابيس.

وخلال الدراسة التي تضمنت قيام المشاركين جميعا بكتابة أحلامهم بعد الاستيقاظ مباشرة لمدة أسبوعين، ثم استخدام الباحثين أسلوب “المعالجة التجريبية بالصور” ثم قسموهم إلى نصفين الأول عولج بأسلوب “إعادة تفعيل الذكريات المحددة” بربط ذكرياتهم الإيجابية بصوت موسيقي بسيط.

بينما النصف الآخر استمر على حاله كمرجع، وقد عاني هؤلاء من كوابيس أكثر توترا وحدة من النصف الأول، رغم أن الجميع قاموا بوضع السماعات وتم تشغيل نفس الصوت أثناء النوم.

ويقول العلماء إن الدراسة أوضحت أن استخدام أسلوب “تي إم أر” في دعم أسلوب “أي أر تي” جعله أكثر نجاحًا وفعالية، ويقول بيروغامفورس “لقد فوجئنا بمدى التزام المشاركين بمتطلبات الدراسة، مثل استخدام أسلوب (أي أر تي) يوميًا، ووضع السماعات قبل النوم خلال ساعات الليل”.

ويختم التقرير بمواصلة النقل عن بيروغامفورس قوله “لاحظنا بسرعة أن عدد الكوابيس قد تراجع بالتوازي مع تحول بعضها إلى أحلام إيجابية، وبالنسبة لنا نحن الباحثين والمعالجين، تعد هذه النتائج واعدة بشدة ضمن دراسة معالجة اضطرابات العواطف خلال النوم، وتطويرها”.

المصدر : صحف أجنبية

إعلان