قتلى مدنيين جراء تجدد الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم

تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في أرجاء متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم، في محيط جسر الحلفايا بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، مع سماع دوي مدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان، وتحليق للطيران العسكري.
وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن هناك عدد من القتلى والجرحى من المدنيين في مختلف المناطق بالخرطوم، سقطوا جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع اليوم الأحد في أحياء الحاج يوسف شرقي الخرطوم وفي منطقة الأزهري، لم يتم التأكد من عددهم.

وسمع دوي انفجارين عنيفين ظهر اليوم الأحد بمنطقة الجريف غرب جنوب شرق العاصمة الخرطوم جراء تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم.
وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة اندلعت بين الطرفين المتقاتلين في أحياء (القوز والرميلة وشارع الغابة ومنطقة السوق العربي) بالخرطوم، إضافة إلى أحياء بري وجاردن سيتي وضاحيتي (الحلفايا والسامراب) شمالي الخرطوم بحري.
وأشار مراسل الجزيرة، إلى أن الاشتباكات امتدت للمرة الأولى منذ اندلاع القتال في الخرطوم إلى أحياء لم تشهد في السابق اشتباكات، منها منطقة الحاج يوسف والجريف في شرق النيل.
وشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في أنحاء العاصمة، في حين أطلقت قوات الدعم السريع مضادات أرضية باتجاه الطائرات الحربية.
وأفاق سكان الخرطوم، صباح اليوم الأحد، على أصوات تجدد القصف المدفعي والاشتباكات في مختلف أنحاء العاصمة، مع انتهاء هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع وفّرت لهم يوم السبت الهدوء، منذ بدء القتال قبل نحو شهرين.
وسُمعت أصوات القصف والاشتباكات بعد نحو 10 دقائق من انتهاء الهدنة، التي تمّ التوصل إليها بوساطة سعودية-أمريكية لمدة 24 ساعة، بدأت عند الساعة السادسة صباح السبت بالتوقيت المحلي (04.00 بتوقيت غرينتش).

معارك بالأسلحة الثقيلة
واحتدمت المعارك بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني والدعم السريع في مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم اليوم، بعد دقائق من انتهاء “أقصر وأنجح هدنة” حيث لم يتم خلالها خرق وقف إطلاق النار، كما حدث في الهدن السابقة.
وقال مراسل الجزيرة مباشر إن الجيش السوداني شن غارات جوية مكثفة على مواقع للدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم، وأشار إلى أن طائرات الجيش السوداني قصفت مناطق تمركز قوات الدعم السريع في شرق النيل.
كما سُمع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان ومنطقة شرق النيل، واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في شارع الهواء جنوبي الخرطوم.
ومنذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان اتفاقات عدة لوقف النار سرعان ما كان يتمّ خرقها.
معاناة السكان
وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، نقصًا في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية، وترَكها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.
ورغم أن توقعات السكان حيال الهدنة كانت متواضعة، فإن توقف المعارك أتاح لأهل العاصمة شراء احتياجاتهم الضرورية من دون الوقوع في شرَك الاقتتال.
وتُكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصًا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك هي الأشد.
ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة، ويُخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.
تأجيل مفاوضات جدّة
وساد الهدوء نسبيًّا في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح أمس السبت، مع دخول هدنة مدتها 24 ساعة توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية حيّز التنفيذ، والتي تتيح وصول المساعدات الإنسانية وتمنح السكان فرصة لالتقاط الأنفاس من ضغوط القتال العنيف.
وتأتي الهدنة القصيرة في أعقاب سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار انتهكها طرفا الصراع، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذان تحوّل صراعهما على السلطة إلى أعمال عنف منذ 8 أسابيع مما أدى إلى أزمة إنسانية.
وقالت الولايات المتحدة والسعودية إنهما تشعران “بخيبة أمل” بسبب الانتهاكات في بيان الإعلان عن الهدنة الأحدث، وهدد الوسيطان بتأجيل المحادثات -التي استمرت بشكل غير مباشر في الآونة الأخيرة- إذا تواصل القتال.