العفو الدولية: “جرائم حرب” محتملة خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة

طائرات الاحتلال دمرت منازل عشرات المواطنين في العدوان الاخير على غزة

أدانت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الثلاثاء، ما وصفتها بالهجمات المتبادلة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي وقعت في مايو/أيار الماضي، ورأت أنها يمكن أن ترقى إلى مستوى “جرائم حرب”.

وبين 9 و13 مايو الماضي، شنت إسرائيل عملية عسكرية ضد قطاع غزة، إذ أغارت مقاتلات الاحتلال على مناطق مختلفة من القطاع المحاصر، مما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيًّا بينهم 6 أطفال و3 نساء.

وألحق العدوان الإسرائيلي أضرارًا بـ2943 وحدة سكنية، بما فيها 103 منازل دُمرت بالكامل. ونزح ما لا يقل عن 1244 فلسطينيًّا بسبب الهجوم، وفقًا لوزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

وبدأ التصعيد بين الجانبين بعد استهداف الاحتلال ثلاثة قادة عسكريين في حركة الجهاد الإسلامي التي ردّت بإطلاق عشرات الصواريخ على بلدات بجنوبي إسرائيل.

وقالت أمنستي، الثلاثاء، إن “الغارات الإسرائيلية دمرت منازل فلسطينيين بشكل غير قانوني، وفي كثير من الأحيان دون ضرورة عسكرية، في شكل من أشكال العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين”.

وأكد بيان المنظمة أن “إسرائيل شنت غارات جوية غير متناسبة، أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين فلسطينيين بينهم أطفال”.

وبحسب المنظمة، فإن “شن هجمات غير متناسبة عمدًا يُعَد جريمة حرب”.

شهداء خلال العدوان الأخير على غزة (رويترز)

وأضافت المنظمة غير الحكومية أنها “حققت في تسع غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار وتدمير مبانٍ سكنية في قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن ثلاث هجمات منفصلة منها وقعت في الليلة الأولى من القصف الجوي الإسرائيلي في 9 مايو “عندما استهدفت قنابل دقيقة التوجيه ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس، وقتلت 10 مدنيين وجرحت ما لا يقل عن 20 آخرين”.

وبيّنت أمنستي أن هذه القنابل “أُطلقت في مناطق مكتظة بالسكان داخل مدينة غزة عندما كانت العائلات نائمة في منازلها، مما يشير إلى أن من خططوا للهجمات وأذنوا بها توقعوا، وعلى الأرجح تجاهلوا، الضرر غير المتناسب الذي سيطال المدنيين”.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية “سمعنا في تحقيقنا شهادات مؤثرة عن قنابل دمرت المنازل، وعن آباء اضطروا لانتشال أطفالهم من تحت الأنقاض، وعن مراهقة أصيبت بجروح قاتلة وهي راقدة تحتضن دبدوبها”.

وأضافت أن “إفلات إسرائيل من العقاب على جرائم الحرب التي ترتكبها بشكل متكرر ضد الفلسطينيين، وحصارها القاسي وغير القانوني المستمر منذ 16 عامًا على قطاع غزة، يُشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات ويجعل الظلم مزمنًا”.

وختمت مرايف “السبب الجذري لهذا العنف الذي لا يوصف هو نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (الأبارتهايد). يجب تفكيك هذا النظام، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة فورًا، ومحاسبة المسؤولين عن جريمة الفصل العنصري وجرائم الحرب وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي”.

كما تطرّق بيان المنظمة إلى “صواريخ عشوائية قتلت مدنيَّيْن في إسرائيل وثلاثة مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة” أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة سرايا القدس. وأكد البيان أنه “ينبغي التحقيق في هذه الهجمات على أنها جرائم حرب”.

الجهاد ترحّب

من جهتها، رحّبت حركة الجهاد الإسلامي بتقرير منظمة العفو الدولية.

وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي إن التقرير “يدين الاحتلال الصهيوني، ويثبت أن الاحتلال هو من بدأ العدوان بارتكاب جرائم كبيرة”.

وأكد سلمي أن الحركة “تقوم بدورها في الدفاع عن أنفسنا أمام ما ترتكبه إسرائيل من جرائم ضد الشعب الفلسطيني”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان