الورشة لا المدرسة.. أطفال في لبنان تناطح أحلامهم السحاب رغم عملهم الشاق (فيديو)
تلامس أحلام أطفال في لبنان عنان السماء وتناطح السحاب رغم الأعمال الشاقة التي يمارسونها، وبينما يفكر أقرانهم في قضاء عطلة الصيف يتوجه هؤلاء إلى ورش إصلاح السيارات أو البناء بعد انتهاء الموسم الدراسي، بل يعمل بعضهم طوال العام.
زارت كاميرا الجزيرة مباشر ورشات يعمل فيها أطفال، وتحدثت إليهم، قال أحدهم (13 عامًا) إنه يشتغل منذ سنتين ليساعد أهله ويتعلم الحرفة.
يشتغل الطفل دون أوقات محددة؛ إذ يفتح المحلّ الساعة السابعة والنصف صباحًا، ولا يغلق إلا بعد أن يُنهي العمال أشغالهم حسب كثافتها.
يحلم طفل آخر بأن يصبح مهندسًا ويسعى لتحقيق حلمه، ويقول للجزيرة مباشر إنه يعمل في فصل الصيف حتى يمارس المهنة التي يحب في المستقبل، ويتمنى أن يعمل الجميع بجهد لأجل التعلّم.
وقال طفل ثالث ترتبك يداه الصغيرتان لفك مسامير عجلات سيارة، إنه يفضل أن يأتي إلى الورشة كل يوم ويتعلم الحرفة على أن يمد يده في الشارع لطلب النقود من المارة.
وزاد “أتعلم حتى يرزقني الله وإذا لقيت حد محتاج بعطيه”.
يصبو طفل من عمال الورشة إلى تعلم إصلاح السيارات حتى تصبح مهنته وتطلبه شركات من خارج لبنان للعمل فيها، قائلًا “أريد أن أصبح من أشطر المهندسين في لبنان”.
وقد أدى الإضراب في القطاع التعليمي الرسمي في لبنان إلى تخبط لدى طلبة المدارس، فذهب بعضهم إلى سوق العمل، وانتقل آخرون إلى المدارس الخاصة، وأصبح أغلبهم بلا تعليم.
وزير التربية والتعليم اللبناني للجزيرة مباشر: ليس بأيدينا تحديد موعد لعودة الطلاب إلى مدارسهم لأن الأزمة عميقة وأتمنى حلها قريبا#المسائية #لبنان pic.twitter.com/V5qpfhv72Z
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 20, 2023
وحذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) من كارثة تعليمية في لبنان بسبب انقطاع الأطفال عن التعليم، نتيجة إغلاق المدارس الرسمية وإضراب المعلمين طلبًا لتحسين أوضاعهم، موضحة أنه إن لم تفتح المدارس بسرعة، فإن الآثار الفورية والطويلة المدى على التعلم والازدهار المستقبلي ستكون خطيرة.
وحثت اليونيسف الحكومة اللبنانية على إعطاء الأولوية لحلول طويلة الأجل من خلال ميزانية الدولة لعام 2023، واتخاذ خطوات لدعم المعلمين وتحديد دخل لهم يحفظ كرامتهم ويساعد الأطفال على تعليم جيد وآمن وشامل.
ويستضيف لبنان 660 ألف طفل سوري لاجئ في سن الدراسة، وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن نحو نصفِهم لم يتمكنوا من التعلّم في المدارس.
وبحسب تقييم للأمم المتحدة، فإنّ 30% منهم، أي 200 ألف، لم يذهبوا إلى المدرسة قطّ، و60% لم يُسجّلوا في المدارس خلال السنوات الأخيرة.