السودان.. هدوء حذر في الخرطوم مع بدء هدنة جديدة عقب قتال عنيف (فيديو)

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم الأحد، هدوءًا حذرًا مع بدء هدنة جديدة بدأت في الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي (الرابعة صباحًا بتوقيت غرينتش) تستمر 72 ساعة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتوقف القتال وتحليق الطيران الحربي والقصف المدفعي في جميع أنحاء الخرطوم، كما شهدت مدينة أم درمان غربي الخرطوم استقرارًا دون سماع الأصوات المعتادة لقصف مدفعي أو مضادات طيران، وشهدت مدينة الخرطوم بحري شمالي العاصمة توقف العمليات العسكرية.

ودخلت هدنة جديدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ في السودان صباح اليوم الأحد، عشية انعقاد مؤتمر لتنسيق المساعدات الانسانية التي يحتاج إليها نحو نصف سكان البلاد.

وسبق للجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أن أبرما بوساطة سعودية أمريكية، أكثر من هدنة منذ اندلاع النزاع بينهما في 15 إبريل/نيسان، لكن لم يتم الالتزام بها كليًّا على الأرض.

هدنة بعد قتال عنيف

وأتى الاعلان عن الهدنة الجديدة بعد يوم شهد تصعيدًا في القصف الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة في الخرطوم، بينما تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور بغربي البلاد، أعدادًا متزايدة إلى النزوح نحو تشاد.

وأفادت “لجان المقاومة” وهي مجموعات شعبية تنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع، بتعرض أحياء في جنوب الخرطوم منها مايو واليرموك لقصف بطيران الجيش أمس السبت.

وأعلنت لجان المقاومة في بيانها وفاة 17 من المدنيين بينهم 5 أطفال” وإصابة آخرين وتدمير عدة منازل.

وتسببت المعارك في مقتل أكثر من 3 آلاف شخص وإصابة ما يزيد على 6 آلاف آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السودانية.

كما تسبب القتال في نزوح أكثر من 2.2 مليون داخل السودان وخارجه، بحسب الأمم المتحدة، ولجأ أكثر من 528 ألفًا منهم إلى دول الجوار، حسب ما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة.

وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور حيث تثير الأوضاع قلقًا متزايدًا خصوصًا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت مطلع هذا الأسبوع -بعد أعمال عنف شهدتها مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور قُتل فيها حاكم الولاية- من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.

وقف إطلاق النار

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، مساء أمس السبت، اتفاق الجيش السوداني والدعم السريع على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة تبدأ في السادسة من صباح اليوم الأحد بالتوقيت المحلي وتنتهي في الساعة نفسها من صباح يوم الأربعاء.

وقال البيان إن الطرفين تعهدا بأنهما “سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيّرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات”، وسيسمحان “بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان”.

ودعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع إلى “النظر في المعاناة الكبيرة للشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار وتوقف حدة العنف”.

وأعلن الجيش السوداني، عبر بيان فجر الأحد، موافقته على مقترح الهدنة لتيسير النواحي الإنسانية لمدة 72 ساعة، لكنه توعد بأنه “سيتعامل بالرد الحاسم” حيال أي خروق يقوم بها المتمردون في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

كما أعلنت قوات الدعم السريع في بيان ترحيبها بالهدنة الجديدة، مشددة على التزامها بالوقف الكامل لإطلاق النار بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية و”تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وزيارة المرافق العامة كالمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء لإصلاحها وإعادة تشغيلها”.

مؤتمر جنيف

وتتزامن الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق يوم غد الاثنين في جنيف، حيث ذكرت تقديرات الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص -أكثر من نصف تعداد السكان المقدَّر بـ45 مليونًا- يحتاجون إلى المساعدة.

وتسببت المعارك في نقص للمواد الغذائية والخدمات الأساسية، في بلد كان يعاني أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية طاحنة، وقالت مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.

وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن المؤتمر هدفه “إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.

المصدر : وكالات

إعلان