“لا طير ولا أسماك”.. جفاف قاسٍ يفاقم معاناة المزارعين ومربي المواشي في العراق (فيديو)

يواجه المزارعون ومربو المواشي في العراق ظروفًا قاسية بسبب شح المياه وتراجعها إلى مستويات قياسية بسبب فقدان العراق 70% من استحقاقاته المائية القادمة من دول الجوار، مما دفعهم إلى الهجرة إلى مناطق أكثر وفرة بالمياه جنوبي البلاد.

وأظهرت كاميرا الجزيرة مباشر مشاهد لجفاف مساحات واسعة من حوضي نهري دجلة والفرات، حيث وصل المخزون المائي -وفقًا لتصريحات سابقة للمتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال- إلى مراحل “حرجة جدًّا”.

وقال مواطن عراقي يتنقل مع مواشيه بحثًا عن المياه للجزيرة مباشر “هذه ليست عيشة، أينما ذهبنا لا نجد المياه، جميع سكان المنطقة يبحثون عن المياه”، وأشار إلى أنه يحاول الذهاب إلى الصيد في أماكن بعيدة ليعود بطعام لأسرته، لكنه يعود عادة فارغ اليدين بسبب الجفاف الذي قتل الأسماك.

وقال آخر يعاني الأمر ذاته “كل سنتين أو 3 ينخفض منسوب المياه، ويصيب الجرب الحيوانات، وهو ما يدفعنا إلى التنقل الدائم بحثًا عن مناطق بها وفرة من المياه”.

وأضاف “الجفاف أثر في العراق بالكامل، في العديد من المناطق لا يوجد صيد ولا طير ولا سياحة ولا طعام للمواشي”.

وكشف مواطن آخر أن هذه الهجرة تتسبب في آثار سلبية على المناطق التي يذهب إليها مربو المواشي والمزارعون، وقال “المناطق التي يهاجرون إليها على الأغلب ستتأثر اقتصاديًّا بالسلب، بسبب أعداد النازحين الكبيرة، خاصة أن كثيرًا من هذه المناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة”.

وأوضح “هذه الهجرة ستستنفد الموارد والمحاصيل الزراعية للمناطق التي يهاجرون إليها، مما يؤثر في المنطقة عمومًا بالسلب”.

ويعود سبب انحسار مياه دجلة والفرات إلى “سياسات دول المنبع” التي قامت ببناء العديد من السدود ومشروعات الاستصلاح الكبرى، دون التنسيق مع العراق الذي يُعَد دولة مصب.

وهو ما أثر في حصص العراق التاريخية من النهرين اللذين تراجعت الإيرادات الواصلة إليهما إلى أقل من 30% من معدلاتها الطبيعية، حسب تأكيد خالد شمال الذي أوضح أن العراق عانى -فضلًا عن ذلك في السنوات الثلاث الماضية- جفافًا قاسيًا أدى إلى استنزاف الجزء الأكبر من المخزون المائي.

وخلال أقل من 4 سنوات وتحديدًا منذ عام 2019، فقد العراق -الذي أصبح في المرتبة الخامسة على مؤشر الجفاف العالمي- نحو 53 مليار متر مكعب من مخزونه المائي، وفق بيانات وزارة الموارد المائية.