دول أفريقية تتهم الدول الغنية بالتخلي عنها لصالح أوكرانيا

أفاد مصدر دبلوماسي في دولة بنين للوكالة الفرنسية، قُبيل القمة التي تعقد هذا الأسبوع في باريس حول “الفقر والتمويل الخاص بتغير المناخ”، بأن الدول الغنية تخلت عن دول القارة الإفريقية، مؤكدا أن الحرب في أوكرانيا كشفت “الوجه الحقيقي لسلوك القوى العظمى تجاه القارة”.
كما رفع بعض القادة الأفارقة الصوت ضد الدول الغنية المستعدة لدفع مليارات الدولارات لكييف في حين تتقاعس عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه القارة السوداء، مؤكدين أن مساعدة أوكرانيا لا ينبغي أن تكون على حساب دول إفريقيا.
وخلال الاجتماع الأخير لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن في إبريل/ نيسان الماضي، أعربت الدول الإفريقية عن مخاوفها من اعتماد “ازدواجية في المعايير” فيما يتعلق بالمساعدات الدولية.
وبعدما أصاب الدمار العديد من مناطقها منذ التدخل العسكر الروسي وشهدت انهيار إجمالي الناتج المحلي العام الماضي بنسبة 30%، تدفقت المساعدات إلى أوكرانيا من الدول الغربية.
وأُعلنت، أمس الأربعاء، مساعدات غير عسكرية جديدة بعدة مليارات خلال مؤتمر دولي في لندن حول إعادة إعمار أوكرانيا.
وقدر البنك الدولي حجم ما تحتاج إليه كييف بنحو 411 مليار دولار.
وشهدت دول إفريقيا جنوب الصحراء، المنطقة الرئيسية التي تخصص لها مساعدات التنمية، تراجع هذه المساعدات العام الماضي بمعدل (-8%) لتقف عند حدود 29 مليار دولار، في حين ارتفعت المساعدة المخصصة لأوكرانيا إلى 16 مليارا مقابل أقل من مليار قبل عام.
وصرح وزير خارجية النيجر هسومي مسعودو للوكالة الفرنسية قائلا “نرى هذه التدفقات الهائلة التي اعتقدنا أنه من المستحيل الإفراج عنها والتي تم الإفراج عنها الآن، وهذا دليل على وجود موارد وآليات يمكن استخدامها أيضا للقارة”.
وتتعرض الدول الغنية لانتقادات لعدم وفائها بالتزاماتها الخاصة بدفع 100 مليار دولار سنويا، وهو مبلغ تم التعهد به عام 2009 لمكافحة تغير المناخ، و100 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة التي لم تؤمن بعد.