أضحى جديد في المهجَر.. صغار يحلمون بثياب العيد ولاجئون يتحسرون على فرحته الغائبة (فيديو)

“بدنا هدوم للعيد”، ردد مجموعة من أطفال مخيم “كفر ملكة” للاجئين السوريين شمالي لبنان هذه الجملة أمام كاميرا الجزيرة مباشر مرات عديدة.

وعبّر الصغار عن أمنيتهم البسيطة، اليوم الجمعة، في جولة قام بها مراسل القناة لرصد استعدادات اللاجئين لاستقبال عيد الأضحى المبارك.

وقال أحد اللاجئين الشباب إنهم يستقبلون الأعياد بالتهليل والتكبير تعظيمًا لشعائر الله، لكنهم لا يملكون غير ذلك للتعبير عن فرحهم بهذا اليوم.

وأفاد اللاجئ أن سكان المخيمات لا يقدرون على شراء ملابس جديدة لأطفالهم ولا أضاحٍ، وقال إنهم فقدوا الفرحة التي تسبق الأعياد والاستعداد لها بتحضير الحلويات والأطباق الخاصة.

“ينتهي” بصلاة العيد

وأشار سكان المخيم للجزيرة مباشر إلى أنهم يتوجهون صباح العيد إلى الصلاة، ثم ينتهي بذلك العيد بالنسبة لهم، وقال لاجئ آخر إنهم تعوّدوا على عيش أجواء العيد قبل حلوله بأسبوع، بإدخال الفرح على الأطفال بملابس جديدة، أما بعد تهجيرهم من بلدهم ومنازلهم، فقد أصبح العيد بالنسبة لهم كأنه يوم عطلة عادي.

وقال إن أرخص قطعة ملابس تساوي 1000 ألف ليرة لبنانية (1 دولار = 1500 ليرة)، وأنه أب لـ5 أطفال ولا يمكنه توفير كل هذا المبلغ في حين لا يقدر على توفير قوتهم اليومي.

وقالت أم لاجئة للجزيرة مباشر إن باعة ملابس الأطفال المتجولين يمرون على المخيم كل يوم، وإن طفلتها الصغيرة تبكي كل ما مروا إلا أن الأسرة لا تملك مالًا لشراء شيء لها.

وأضافت المتحدثة أنها أم لـ4 طفلات، ولا يمكنها أن تشتري لهن خبزًا، متسائلة “كيف أشتري ملابس العيد؟!”، وأضافت أن صنع الحلويات أيضًا مكلف كما أنهم يطبخون طعامهم على الحطب أو أسطوانات صغيرة.

وأفادت الأم أن المنظمات الإغاثية والجمعيات لم تعد تمدهم بالإعانات كما كانت تفعل، وهو ما أثر فيهم بشكل كبير إضافة إلى غلاء المعيشة.

وقالت أخرى إنه كان بإمكانها شراء ملابس العيد لأطفالها قبل سنتين، لكن اليوم أصبح الأمر صعبًا في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها لبنان، وعبّرت الأم عن أسفها لأنها لا تستطيع إدخال السرور على صغارها.

(الجزيرة)

فقدنا حلاوته

وعبّر لاجئ في المخيم عن مأساة ساكنيه قائلًا “فقدنا حلاوة العيد بخروجنا من سوريا”، وأفاد أنهم لا يكادون يوفرون لأطفالهم حزمة الخبز، وأن كسوة العيد لم تعد في متناولهم.

وتحسّر المتحدث للجزيرة مباشر على فقدان أجواء العيد التي ألِفها في بلده قبل الحرب والتهجير، قائلا “كنت أشم رائحة الحلويات في الشوارع أسبوعًا قبل العيد وأياما بعده، وكان الأطفال يتجوّلون ويمرحون في الأزقّة بملابس جديدة، كانت الأسر تجتمع وتملأ البهجة البيوت والشوارع”.

ومضى اللاجئ إلى القول “كنّا في الماضي نفرح بقدوم العيد، لكن بعد أحداث الحرب أصبح بالنسبة لنا مناسبة حزينة وأليمة تذكرنا بما كنا عليه وكيف صرنا”.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، نحو 880 ألفا منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.

وتأتي أزمة النزوح في الوقت الذي يعاني فيه لبنان منذ أكثر من 3 أعوام أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلًا عن شح في الوقود والأدوية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان