“نتمنى ألا يأتي العيد”.. الجزيرة مباشر تنقل أجواء الأضحى من مخيم للاجئين في عكار (فيديو)
التقت الجزيرة مباشر مع عائلات سورية لاجئة في مخيم سهل عكار شمالي لبنان للحديث عن مظاهر احتفالهم بعيد الأضحى المبارك.
واتفق اللاجئون على صعوبة الأوضاع وازديادها سوءًا عامًا بعد عام، كما أشاروا إلى معاناتهم في الأعياد تحديدًا بسبب متطلبات الأبناء بشراء ملابس جديدة وحلوى وألعاب، وهو ما لا يستطيعون فعله.
وقضى العديد من الأطفال السوريين الأعياد لأول مرة في حياتهم في المخيمات، دون أن يدركوا الأعياد في بلدانهم وبيوت آبائهم.
يوم عادي
وقال أحد اللاجئين إن الأوضاع تزداد سوءًا، خاصة مع الظروف الاقتصادية التي يعيشها لبنان، مضيفًا “الغلاء في لبنان لا يتحمّله أحد، لا نشعر بالعيد، يمر كيوم عادي مثل سائر الأيام”.
وأشار بيده على الأطفال الموجودين في الخيمة، وقال إنهم لا يرتدون ملابس جديدة، وإنها جميعًا ملابس قديمة إلا ما ندر.
وقال آخر “كلما يمر عيد، يزداد وضعنا سوءًا، لا نستطيع شراء أي شيء لأطفالنا، لا ملابس ولا حلوى”.
وتابع “الدخل قليل ولا يساهم في شراء أي شيء للأطفال ورفع المعاناة عنهم وإسعادهم في العيد، الجمعيات التي تساعدنا تأخرت علينا، وكذلك أهل الخير، يمرون علينا عادة قبل الأعياد بأسبوع، لكن هذا العيد تأخروا علينا”.
“نتمنى ألا يأتي”
وقال لاجئ آخر بأسى “كنا ننتظر العيد بشغف ونتمنى أن يأتي وننتظره بفارغ الصبر، بينما الآن نتمنى أن لا يأتي العيد، لأن به تكاليف فوق طاقتنا، وحرقة للقلب”.
وأشار إلى أنه أب لسبعة أولاد، لكنه استطاع أن يشتري ملابس جديدة لثلاثة منهم فقط، بينما لم يستطع الشراء للآخرين.
ذكريات العيد
وتذكرت مسنّة سورية الأعياد التي قضتها قبل اندلاع الثورة السورية، وقالت في البداية إنها فقدت العديد من ذكريات الأعياد الجميلة بسبب مرورها بالعديد من السنوات الصعبة.
لكنها استعادت الذكريات، وقالت “كان الله ينعم عليها بالشغل، وكنا نطلع للبرية مع الأغنام، وكنا نضحي في عيد الأضحى، وكنا نشتري الحلوى ونحتفل”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، نحو 880 ألفًا منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.
وتأتي أزمة النزوح في الوقت الذي يعاني فيه لبنان منذ أكثر من 3 أعوام أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلًا عن شح في الوقود والأدوية.