حرب ونفط وذهب.. تفاصيل عمليات مجموعة فاغنر حول العالم

رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين يتقدم قواته في باخموت بأوكرانيا (الفرنسية)

خلّف التمرد القصير لمجموعة فاغنر الروسية على صانعي القرار السياسي والعسكري في موسكو، ردودًا قوية حول مستقبل المجموعة في ظل إصرار الرئيس فلاديمير بوتين على وضع حد لعلاقة بلاده بالمجموعة وانتقال قائدها بميعة العديد من جنوده إلى بيلاروسيا.

وبينما لا تزال الأسئلة معلقة حول مصير العمليات العسكرية والتجارية للمجموعة في مناطق من أوربا والشرق الأوسط وإفريقيا، نشرت وكالة رويترز تقريرا مفصلا عما قامت به المجموعة من عمليات عبر العالم.

أوكرانيا

انتشرت مجموعة فاغنر في أوكرانيا بعد وقت قصير من بدء العمليات العسكرية الروسية بداية العام الماضي؛ وبحلول الصيف كانت المجموعة قد جندت آلاف السجناء للقتال في صفوفها على الخطوط الأمامية.

وبحلول ديسمبر/ كانون الأول، ومع اضطلاعها بدور رئيسي في معركة باخموت، قالت المخابرات الأمريكية إن لدى المجموعة العسكرية 40 ألف سجين مجند يقاتلون في أوكرانيا، لكن قيادة فاغنر لم تعلق على هذا العدد.

ونسب قادة المجموعة الفضل إلى أنفسهم فيما تحقق من نجاح عسكري في باخموت، وانتقدوا الجيش الروسي النظامي وقيادة وزارة الدفاع الروسية.

روسيا البيضاء

وصل يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر إلى روسيا البيضاء، الثلاثاء الماضي، بموجب اتفاق سعى إليه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو.

وقال بوتين إن مقاتلي المجموعة عُرض عليهم خيار الانتقال إلى هناك أو الاندماج في الجيش الروسي.

وأظهرت صور أقمار صناعية قاعدة عسكرية بالقرب من “أسيبوفيتشي”، جنوب شرق مينسك، قالت وسائل إعلام روسية إن المجموعة ستتمركز فيها.

عناصر من مقاتلي فاغنر أثناء الانسحاب من روستوف (رويترز)

 سوريا

بدأت روسيا رسميا عملياتها العسكرية في سوريا عام 2015 دعمًا لرئيس النظام بشار الأسد، ونشرت قوتها الجوية هناك انطلاقًا من قاعدة حميميم الجوية، واستخدمت متعاقدين دوليين من بينهم فاغنر في بعض العمليات البرية وفي أدوار أمنية.

كما تولت المجموعة مهمة توفير الأمن لحقل “الشاعر” النفطي.

وقال مسؤولون غربيون إن المجموعة تمتلك شركة “إفرو بوليس” التي تحصل على 25% من أرباح عدد من الحقول النفطية في سوريا.

وأصبحت قاعدة حميميم الجوية مركزا مهما في العمليات اللوجستية العالمية لفاغنر، ونقطة عبور للرحلات الجوية من روسيا والشرق الأوسط إلى إفريقيا عبر قواعد جوية في ليبيا.

 ليبيا

دخلت فاغنر ليبيا عام 2019 لمساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر بشرق ليبيا على هجومه على العاصمة طرابلس لطرد الحكومة المعترف بها دوليًّا.

وقال مراقبون دوليون إن فاغنر نشرت عام 2020 نحو 1200 مقاتل في ليبيا. وأعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أن طائرات عسكرية روسية تقدم الإمدادات لمقاتلي فاغنر هناك.

وأدارت عناصر المجموعة أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة من قاعدة الجفرة الجوية جنوبي طرابلس، مع وصول بعض الطائرات الحربية من حميميم.

ورغم أن هجوم حفتر انتهى بالفشل ووقف إطلاق النار عام 2020، فإن قوات فاغنر لم تغادر ليبيا وظلت موجودة في الجفرة وقواعد جوية في الجنوب والشرق يقول باحثون إنها تستخدمها نقطة انطلاق إلى مواقع أخرى في إفريقيا.

 جمهورية إفريقيا الوسطى

تعد جمهورية إفريقيا الوسطى من أفقر دول العالم على الرغم من غناها بالمعادن. وقد تمكنت قوات فاغنر عام 2018 إلى جانب الحكومة من إخماد حرب أهلية شهدتها البلاد منذ عام 2012.

وقال السفير الروسي في جمهورية إفريقيا الوسطى في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة في فبراير/ شباط الماضي، إن 1890 “مدربا روسيا” موجودون في البلاد.

3 عناصر من مجموعة فاغنر وجندي مالي في دورية شمال مالي في يناير 2022
3 جنود من مجموعة فاغنر وجندي مالي في دورية بشمال مالي في يناير 2022 (أسوشيتد برس)

وقال محللون إن فاغنر حصلت على حقوق قطع الأشجار والسيطرة على منجم ذهب في الجمهورية.

وفرضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عقوبات على شركة في جمهورية إفريقيا الوسطى. وقالت إنها ضالعة في تمويل شركة فاغنر من خلال تعاملات غير مشروعة في الذهب.

 مالي

قالت روسيا ومالي إن مدربين روس يساعدون القوات المحلية على التصدي لمسلحين شنوا تمردا منذ عشر سنوات.

ومع استيلاء قادة مالي على السلطة بانقلاب عام 2021، استدعوا مجموعة فاغنر بعد أن طلبوا من بعثة عسكرية فرنسية مغادرة البلاد.

وكشفت رويترز عام 2021 أن الحكومة تعاقدت مباشرة مع فاغنر وأنها تدفع لها نحو 10.8 ملايين دولار شهريا مقابل خدماتها.

ووُجّهت اتهامات لمقاتلي المجموعة الروسية بالضلوع في واقعة حدثت العام الماضي في منطقة “مورا” بوسط مالي قيل إن قوات محلية ومقاتلين روس قتلوا فيها مئات المدنيين.

السودان

قال دبلوماسيون ودول غربية، إن مجموعة فاغنر ضالعة في تعدين الذهب ونشر معلومات مضللة وتدبير مكائد لقمع الاحتجاجات في السودان خلال محاولة روسيا التأثير في مجريات الأمور قبل وبعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير في 2019.

ولموسكو علاقات قائمة مع طرفي الصراع العسكري الذي اندلع في السودان منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.

ورغم ما يعتقد من أن فاغنر تحافظ على صلاتها بقوات الدعم السريع وليس الجيش، فإن المجموعة نفت ذلك وأكدت أن أفرادها لم يعد لهم وجود في السودان منذ أكثر من عامين.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز

إعلان