دواء يقلّص إلى النصف خطر الوفاة الناجمة عن الإصابة بأحد أنواع سرطان الرئة

مريضة مصابة بسرطان الرئة تعالج في أحد المستشفيات (الفرنسية)

قلّصت حبة دواء -إلى النصف- خطر الوفاة الناجمة عن أحد أنواع سرطان الرئة عندما تناولها مريض يوميًّا بعد خضوعه لعملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني، بحسب ما أظهرت نتائج “مُذهلة” لتجارب سريرية.

وأُعلن عن هذه النتائج ضمن مؤتمر سنوي للمتخصصين في السرطان استضافته الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) في شيكاغو.

وسرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطانات المميتة في العالم، مع تسجيل نحو 1.8 مليون حالة وفاة جراء الإصابة به سنويًّا في أنحاء العالم.

ويستهدف علاج “أوزيميرتينيب” الذي يباع تحت اسم “تاغريسو” والذي طوّرته مجموعة “أسترازينيكا” للأدوية نوعًا معينًا من سرطان الرئة يسمى سرطان الرئة “غير الصغير الخلايا” الذي يظهر نوعًا معينًا من الطفرات.

وشملت التجربة السريرية نحو 680 مشاركًا في مرحلة مبكرة من المرض (المراحل 1ب إلى 3 أ) في أكثر من 20 دولة، تعيّن بدايةً إخضاعهم لعملية جراحية ترمي إلى استئصال الورم، ثم أُعطي نصف المرضى العلاج يوميًّا وتناول النصف الآخر دواء وهميًّا.

وتبيّن أنّ من تناولوا العلاج انخفض خطر الوفاة لديهم بنسبة 51% مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي، وبعد 5 سنوات بقي 88% من المرضى الذين تناولوا العلاج على قيد الحياة، مقارنة بـ7% ممن تناولوا دواءً وهميًّا.

وقال باحث من جامعة ييل تولى عرض النتائج في شيكاغو، إن هذه البيانات “مذهلة”، وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن الدواء يساعد على “منع انتشار المرض إلى المخ والكبد والعظام”.

وأشار (روي هيربست) من جامعة ييل إلى إمكان إجراء عملية جراحية لثلث حالات الإصابة بسرطان الرئة غير الصغير الخلايا عند تشخيص الإصابة.

من جانبه، قال ناثان بينيل من (كليفلاند كلينك فاونديشن) الذي لم يشارك في الدراسة “من الصعب أن أشير إلى مدى أهمية هذه النتائج”.

وأضاف “لقد دخلنا عصر العلاجات المُشخّصة للمرضى في المراحل المبكرة” و”ينبغي طيّ صفحة العلاج الواحد للجميع”، أي العلاج الكيميائي.

ودواء “أوزيميرتينيب” مُرخّص في عشرات البلدان، وقد أعطي لنحو 700 ألف شخص، بحسب ما ذكر بيان لـ”أسترازينيكا”.

وأُجيز في الولايات المتحدة عام 2020 استنادًا إلى بيانات سابقة أظهرت تحسنًا في بقاء المرضى الذين تماثلوا للشفاء من المرض على قيد الحياة، والوقت الذي عاشوه من دون تكرار الإصابة بالسرطان.

وأوضح روي هيربست أن الأطباء لم يعتمدوا جميعهم العلاج بعد، وكانوا ينتظرون البيانات المرتبطة بنسبة البقاء على قيد الحياة على مستوى العالم التي عُرضت يوم الأحد.

وشدد على ضرورة فحص المرضى لمعرفة ما إذا كانوا يظهرون طفرة مستقبلات عامل النمو البشري، وقال “وإلّا فمن الصعب إخضاعهم لهذا العلاج الجديد”.

وأوضح أن الدواء الذي يستهدف مستقبل عامل النمو البشري يسبب آثارًا جانبية مثل التعب الشديد أو احمرار الجلد أو الإسهال.

المصدر : الفرنسية

إعلان