سباق على أدوات الواقع الافتراضي.. آبل تنافس ميتا بـ”خوذة” للواقع المختلط

جمهور في تجربة بخوذات الواقع الافتراضي في ولاية نيفادا (الفرنسية)

تعتزم شركة “آبل” إعلان أول خوذة للواقع الافتراضي، لتدخل في منافسة مع مجموعة “ميتا” فيسبوك وإنستغرام على أرض اختصاصها الجديد “الميتافيرس”، رغم ما يلاقيه هذا الكون الافتراضي الموازي من صعوبة في التبلور.

ورجح مراقبون إعلان آبل بعد طول انتظار عن أول خوذة من إنتاجها للواقع المختلط الذي يمزج بين الواقعين الافتراضي والمعزز، وذلك خلال مؤتمرها السنوي للمطوّرين.

ميتافيرس أو “الكون الماورائي” هو مرحلة ما بعد الإنترنت (الفرنسية)

خوذة الواقع الافتراضي

وتتمتع خوذة “رياليتي برو” بمواصفات فنية وصفت بأنها “مذهلة”، وستطرح في السوق بسعر يبلغ نحو 3 آلاف دولار، وشرح مختص يذكر أن الخوذة مصممة لممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة الأفلام والمشاركة في مكالمات الفيديو وممارسة الرياضة.

وأشار محلل مختص إلى أن آبل كانت تأمل إطلاق منتج أقرب إلى النظارات منه إلى خوذة لألعاب الفيديو، وأضاف: لكن “يبدو أنهم سيكشفون عن شيء أكبر وبالتأكيد أكثر تكلفة”.

وقال إنهم “يريدون للمولعين بهذا المجال والمهندسين أن يستخدموه ويبدؤوا في بناء نظام بيئي من التطبيقات المخصصة”، قبل تصميم أجهزة أخف وزنًا وأرخص تكلفة لعامة الناس.

تقنية "ميتافيرس"
تقنية “ميتافيرس” (الجزيرة مباشر-أرشيف)

ميتا “مسيطرة”

وتسيطر ميتا على قطاع الواقع الافتراضي في الوقت الراهن، إذ استحوذت خوذ العلامة التجارية “كويست” على أكثر من 80% من السوق، نهاية العام الماضي.

وأطلق رئيس المجموعة مارك زاكربرغ، يوم الخميس، جهازًا جديدًا هو “كويست 3″، وقال إنها “أول خوذة موجهة للعامة مع واقع مختلط بالألوان العالية الدقة”.

ويتيح الواقع المختلط الانتقال من الواقع الافتراضي، الذي يغمر المستخدم في عالم افتراضي، إلى الواقع المعزز، حيث تظهر عناصر افتراضية مركبة على بيئته الحقيقية.

شعار شركة ميتا (رويترز)

ولفت زاكربرغ إلى أن خوذة “كويست 3” التي ستُطرح للبيع في الولايات المتحدة خلال الخريف بسعر يبدأ بـ500 دولار، “أصغر حجمًا بنسبة 40%” من الطراز السابق و”أكثر راحة” للاستخدام، واصفًا إياها بأنها “أقوى خوذة” للعلامة التجارية منذ إطلاقها.

وفي نهاية عام 2021، اعتمدت فيسبوك اسم “ميتا” لشركتها الأم، انطلاقًا من رؤية تقوم على اعتبار الميتافيرس مستقبل الإنترنت، بعد الويب وأجهزة المحمول.

لكن جهود المجموعة العملاقة في مجال الشبكات الاجتماعية لم تفض حتى الآن إلى اعتماد خوذها على نطاق واسع، وقد ازداد عدد مستخدمي هذه المعدات عام 2021، خلال فترات إغلاق الجائحة، لكنّ النمو تباطأ منذ ذلك الحين، ليراوح بين 5 و6% سنويًّا.

ملايين المستخدمين

وبحسب شركة الأبحاث هذه، يستخدم نحو 35 مليون شخص حاليًّا خوذ الواقع الافتراضي مرة واحدة على الأقل شهريًّا في الولايات المتحدة، أي نحو 10% من السكان.

وقال محلل في (إنسايدر إنتلجنس) إن ميتا ترغب في وضع معايير لأنظمة تشغيل هذه التكنولوجيا الجديدة، كما فعلت غوغل وآبل على صعيد الهواتف الذكية، ونتيجة لذلك، فلا تمانع الشبكة في بيع خوذ بخسارة لبناء قاعدة من المستهلكين.

أما آبل، فإنها تريد في المقابل “كسب المال من بيع أجهزتها، ولو كانت أعمالها الخدمية تنمو”، بحسب ما قال المحلل، حيث تشتهر المجموعة بأنها لا تُصدر منتجات جديدة إلا عندما تتأكد أنها ستُحدث “ضجة كبيرة” حتى لو كان سعرها مرتفعًا جدًّا في البداية بالنسبة إلى عامة الناس.

ورأى مؤسس شركة استشارية في مجال الواقع الافتراضي، أن الواقع الافتراضي سيتبلور أولًا على أيّ حال “في العمل وعلى مستوى الجامعات والتدريب”.

وقال إن الخوذة الجديدة، ولو كان سعرها 3 آلاف دولار فإنها “ستُحدث ثورة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز ونظرة الناس إلى الميتافرس، في حال كان كل ما يروّج عنها صحيحًا” إذ إن “المعجبين بأجهزة آبل يخشون تفويت أيّ شيء”.

المصدر : الفرنسية

إعلان