السبورة بدلا من إبريق الشاي.. طلاب يتلقون تعليمهم داخل “دكان” على يد متطوعين في تعز (فيديو)

في حي عصيفرة شمالي تعز المحاصرة بجنوب غربي اليمن، يتلقى الطلاب تعليمهم داخل “دكان” على يد متطوعين، إذ يقع الحي على خط التماس منذ سنوات وأُغلقت المحال التجارية والمدارس في المنطقة بسبب أحداث الحرب.

ورصدت جولة كاميرا للجزيرة مباشر، كيف يتلقى الأطفال تعليمهم داخل أحد محال “التموين والبهارات” المهجورة في الحي الذي دارت فيه اشتباكات عنيفة قبل سنوات، ويظهر على جدران المحل إبريق الشاي الذي كان يومًا رمزًا لمنتجات الدكان قبل أن يُفتح للدراسة.

وتُظهر الصورة ازدحامًا كبيرًا داخل المقر نظرًا لإقبال طلاب آخرين من أماكن خارج الحي أيضًا رغم قلة الإمكانيات وضيق المكان، لكن غالبيتهم في مربع خط التماس وهم في أمس الحاجة إلى التعليم لعدم توافر المدارس إلا عبر المساجد والمراكز الصيفية، حسب ما أفاد أحد المعلمين المتطوعين للجزيرة مباشر.

وأضاف أنه وزملاءه استغلوا أيام الإجازة التي يراها فرصة ذهبية لكي يدرّسوا لأطفال ما فاتهم من مناهج، إضافة إلى تعليمهم السيرة النبوية كونها مستهدفة من أكثر من فصيل، وفق تعبيره.

وقال أحد المعلمين المشرفين على النشاط، إنهم أرادوا احتواء الأطفال وانتشالهم من الشوارع واستثمار أوقات الإجازة من خلال دمجهم في المراكز الصيفية ومراجعة ما دروسه في المدارس العامة عبر مناهج تعليمية خصصوها لهم، وأوضح أنها فرصة لرفع الوعي الثقافي والسلوكي للطلاب النازحين في مربع عصيفرة المركزي الذي يضم 800 أسرة.

وأضاف أن هذه الأنشطة تطوعية بشكل كامل، وأنهم لا يتلقون أي دعم من السلطات المحلية، وأن اللجان المجتمعية هي من تنفق على الأدوات من ألواح وأقلام وسبورات، ومن المفترض أن يستمر النشاط 40 يومًا وينتهي بحفل ختامي واختبارات.

وإلى جانب القاعة الكبرى التي رصدتها الجزيرة مباشر داخل المحل للفئات العمرية المتوسطة (8 إلى 13 عامًا)، توجد أيضًا قاعتان دراسيتان أخريان، شعبة منهما في الجامع القريب من المكان وتضم الفئات العليا من عمر 13 إلى 16 عامًا، والثانية في الجهة المقابلة للمحل وتضم الصغار من عمر 5 إلى 8 سنوات، ولكل شعبة من الشعب الثلاث منهج دراسي مطبوع.

وبشأن الصعوبات التي تواجههم، يقول المعلم إنها تتعلق بقلة الوسائل التعليمية من أقلام وسبورات واللوحات البديلة، إضافة إلى أن الأنشطة الرياضية والفنية غير كافية ولا تفي بالغرض.

وقال الأطفال إنهم يتلقون داخل قاعة الدكان هذه، كل المواد تقريبًا من تربية إسلامية “قرآن وسيرة” إلى العلوم والآداب والرياضيات والإنجليزي وإنهم يستعدون للاختبار، إضافة إلى الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم.

وأشار الصغار في حديث طريف مع مراسل الجزيرة مباشر إلى المباراة الأخيرة التي جمعتهم، وحددوا مهاجم الفريق الأفضل الذي تمكن من تسجيل 4 أهداف في مرمى الخصم، وقال حارس المرمى الذي تلقى الهزيمة إنه تصدى لـ3 تسديدات أخرى من زميله.

ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربًا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان