السودان.. حريق هائل جراء قتال الجيش وقوات الدعم السريع على مصنع أسلحة جنوب الخرطوم (فيديو)

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم اليوم الخميس- باستخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة مع تحليق الطيران العسكري- في محيط مجمع للصناعات العسكرية غداة إعلان قوات الدعم سيطرتها عليه.
واندلع حريق هائل بالقرب من مجمع عسكري يضم مصنع أسلحة في جنوب الخرطوم حيث يقاتل الجيش السوداني للدفاع عنه، في واحدة من أعنف المعارك بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أسابيع.
وتصاعدت سحب الدخان الأسود جراء حريق كبير في منشأة للنفط والغاز على مقربة من مجمع الصناعات العسكرية، في وقت سمع فيه أصوات إطلاق نار واشتباكات في المنطقة المحيطة بمجمع اليرموك.
ويعدّ المجمع أبرز منشآت التصنيع العسكري في السودان، وقد تعرّض في أكتوبر/تشرين الأول عام 2012 لقصف جوي اتهمت الخرطوم في حينه إسرائيل بالوقوف خلفه، لكن الدولة العبرية لم تعلّق بشكل رسمي على تلك الاتهامات.
وتأتي هذه الاشتباكات غداة إعلان قوات الدعم تحقيق “نصر جديد، بالسيطرة الكاملة على مجمع اليرموك ومستودعات الذخيرة” ونشرت فيديوهات قالت إنها “من داخل المجمع”.
ويظهر في الفيديوهات أفراد من قوات الدعم السريع وهم يحتفلون داخل مخزن تتكدس فيه البنادق الرشاشة ومدافع الهاون وكميات هائلة من الذخيرة.

“دوي هائل وحريق”
وعلى مقربة من موقع مجمّع اليرموك، سمع ليل الأربعاء الخميس، دوي انفجار هائل واندلاع حريق جراء انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة الشجرة للنفط والغاز، التي تقع على مسافة قريبة من المجمع العسكري المترامي الأطراف، وتحيط بها أحياء سكنية.
ولم يتم تحديد السبب المباشر للحريق، لكن محيط المنشأة يشهد معارك منذ أكثر من 48 ساعة، في وقت لا تزال سحب الدخان تتصاعد منها اليوم الخميس، وتبدو للعيان حتى من على بعد 10 كلم من الموقع.
#ThisJustIn from Shendi📍#Sudan 🇸🇩@WFP & partners @SRCS_SD providing emergency food & nutrition aid to tens of thousands who fled fighting in #Khartoum
👏 Shout out to the hard work of Sudan Red Crescent in partnering to support ppl affected by the #SudanCrisis pic.twitter.com/uo2jLUJ15M
— WFP Sudan (@WFP_Sudan) June 7, 2023
معارك مستمرة
وتتواصل المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم، منذ اندلاعها في 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بلا أفق للحلّ.
وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 1800 شخص، إلا أن الأرقام الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. وبحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا الى دول مجاورة.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات ومواد إغاثة.
Three-year-old AlBatoul was rushed to hospital and diagnosed with malnutrition in Sudan.
This is how, despite conflict, UNICEF supplies are helping her recover.https://t.co/nBqCVi5WYb
— UNICEF (@UNICEF) June 7, 2023
تردي الأوضاع الإنسانية
ونشر الصراع الفوضى والدمار في العاصمة الخرطوم وفجر موجات جديدة من العنف في إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني من الاضطرابات بالفعل منذ فترة طويلة، وتسبب في نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص.
وانهارت معظم الخدمات الصحية والنظام المصرفي، كما تنقطع إمدادات الكهرباء والمياه كثيرا وتنتشر أعمال النهب وتتضاءل إمدادات المواد الغذائية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنه جرى إجلاء نحو 297 طفلا من دار (المايقوما) للأيتام في الخرطوم والذي يقع في منطقة تشهد مواجهات عنيفة بين الطرفين المتنازعين.
This is how UNICEF is helping children cope with the trauma of fleeing conflict in Sudan. pic.twitter.com/lRDKPJtoVQ
— UNICEF (@UNICEF) June 7, 2023
وكان عشرات الأطفال قد ماتوا في هذه الدار -التي كانت تؤوي نحو 400 طفل قبل اندلاع الصراع- منذ بدء الحرب، بسبب الجفاف وسوء التغذية.
وقال نشطاء في مدينة الخرطوم بحري إن الكثيرين قد نزحوا عن ديارهم نتيجة انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 50 يوما، ليجدوا أنفسهم في مواجهة نيران الحرب أثناء بحثهم عن المياه.
ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص من ديارهم داخل السودان، بينما فرّ نحو 476800 آخرون إلى بلدان مجاورة يعاني معظمها بالفعل من الفقر والصراعات الداخلية، وفقا لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة يوم الثلاثاء.
وسجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنيا في نتيجة مباشرة للصراع، وقُتل مئات آخرون في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، ويقول المسؤولون الطبيون إن هناك عددا كبيرا من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وذلك على الرغم من السماح لوصول مساعدات تكفي نحو 2.2 مليون منذ أواخر مايو أيار.