خبراء للجزيرة مباشر: مخطط الاستيطان في ضواحي القدس الشرقية سيقضي على مبدأ حل الدولتين (شاهد)

قال الدكتور أحمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، إن الموقف الفلسطيني قائم على رفض الاستيطان بالكامل واعتباره جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
وأضاف خلال مقابلة مع (المسائية) عبر الجزيرة مباشر “نحن نعتبر أن إقامة الاستيطان على أرضنا الفلسطينية أيًا كان موقعه هو جريمة تستدعي محاسبة إسرائيل عليها أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
وتعتزم السلطات الإسرائيلية بحث مخطط استيطاني “ضخم” في ضواحي القدس الشرقية، مطلع الأسبوع المقبل، يحظى باعتراض دولي.
وأرجأت الحكومات الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، أكثر من مرة الإقرار النهائي لهذا المخطط بسبب اعتراضات دولية بشأنه، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي.
ويقضي المخطط المعروف بـ”إي 1″ E1 ببناء 3412 وحدة استيطانية تستوعب 14 ألفًا و500 مستوطن على أراضٍ فلسطينية شرقي القدس، ومن شأن المشروع عزل القدس من ناحيتها الشرقية وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.
وتابع الرويضي “منذ عام 2014 هناك طلب على طاولة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، يطالب بالتحرك للتحقيق في جريمة الاستيطان باعتبارها جريمة مستمرة، لكنها لم تتحرك حتى الآن، ما يضع علامات استفهام كثيرة حول مصداقية هذه المحكمة”.
"مخطط استيطاني إسرائيلي ضخم لعزل #القدس".. ما تداعياته؟#فلسطين #المسائية pic.twitter.com/udKg6AZwVs
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 7, 2023
وأكد الرويضي أن خطورة هذا المشروع تكمن في أنه يقضي على فكرة حل الدولتين ويفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ويعزز من عزل القدس.
من جانبه، قال خليل تفكجي خبير الخرائط والاستيطان في بيت الشرق، إن الاحتلال يعمل على قدم وساق من أجل تغيير هوية القدس من خلال العبث بتركيبتها الديموغرافية وطمس معالمها الرئيسة.
وأضاف تفكجي في تصريحات لـ(المسائية) “الاحتلال لا يؤمن بحل الدولتين، ولا يريد إلا توحيد القدس الشرقية والقدس الغربية تحت قبضته بالكامل”.
وتابع “اليوم الجانب الإسرائيلي يسيطر في داخل مدينة القدس على 87% من مساحة 72 كيلومترا كانت تتبع الجانب الفلسطيني بعد عام 1967، وبالتالي يريد أن يوسع هذا الاستيطان باتجاه الشرق أكثر”.
واستطرد “بحلول عام 2040، سيكون من الصعب جدًا الفصل بين القدس الشرقية والقدس الغربية جراء الكم الهائل للمستوطنات المزمع بناؤها وفق هذا المخطط”.
ونددت الخارجية الفلسطينية بالاجتماع المرتقب للجنة التخطيط والبناء، وقالت إن المخطط يؤدي إلى فصل القدس تمامًا عن محيطها الفلسطيني خاصة من جهة الشرق، وفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وفصلها إلى قسمين.
وأشارت الخارجية الفلسطينية في بيان إلى أن مشروع “E1” الاستيطاني يقطع الطريق أمام فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية تطبيقًا لمبدأ حل الدولتين، وطالبت بضغط دولي وأمريكي حقيقي لوقف هذا المخطط.
ومبدأ “حل الدولتين” هو حل اقتُرح لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي على أساس قيام دولتين إحداهما إسرائيل وتقوم على أرض فلسطين المحتلة عام 1948، والأخرى فلسطين وتقوم على أراضي حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 قبل هزيمة العرب في الحرب الشهيرة التي عرفت تاريخيا باسم النكسة.
وتشمل أراضي 67 مناطق الضفة والقدس الشرقية وغزة وما يربطها، وتشكل 22% من أراضي فلسطين التاريخية، وقبول هذا الحل يشترط الاعتراف بدولة إسرائيل وسيطرتها على 78% من أراضي فلسطين التاريخية.