“افتحوا قبورا للمواطنين فهم أموات”.. يمني يوجه رسالة للدولة بعد تدهور العملة إلى أدنى مستوياتها (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر إغلاق أغلب المحال التجارية في سوق مدينة تعز اليمنية، اليوم الأربعاء، استجابة لدعوات التجار للإضراب بسبب انهيار سعر العملة.
واشتكى مواطنون يمنيون من ارتفاع الأسعار، وشبّهه أحدهم بـ”الموت البطيء للمواطن”، ومضى في وصف المأساة قائلًا “من رأيي أن تفتح لنا الدولة قبورًا، ويعيشوا في هذه البلد لوحدهم لأننا ميتون أصلًا”.
وقال المواطن إن تدهور الريال اليمني أكثر مما هو عليه يعني “إنهاء الشعب بالمرة”، إذ لن يتمكن من شراء الأكل والشرب، وتساءل “كيف يمكن لليمنيين أن يصرفوا في هذا الوضع؟”.
وأضاف المتحدث للجزيرة مباشر أن المواطنين الذين يشتغلون “على باب الله” في بيع مواد بسيطة وليس لديهم مهنة، هم الأكثر تضررًا من تدهور العملة.
وقال مواطن آخر إن الوضع سيئ للغاية بسبب سعر الصرف. وأضاف بائع متجول أن ارتفاع الأسعار وانهيار العملة أثّرا على معيشة المواطنين وتسببا في تضرر جميع المهن.
وقال تاجر آخر إن التجار في الأسواق اليمنية أصبحوا يتعاملون بالريال السعودي، في حين انهار الريال اليمني ولم تعد له أي قيمة.
وهبطت العملة اليمنية إلى أدنى مستوى منذ عامين، إذ أصبح الدولار بـ1400 ريال، بينما قالت الحكومة اليمنية إنها تكبدت خسائر تفوق المليار دولار بسبب توقف تصدير النفط الخام.
ومنذ أكثر من 8 سنوات، يعيش اليمنيون شبه المعزولين عن العالم، في ظل حرب أهلية اتخذت منحى إقليميًّا، بين الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران.
وتسببت الحرب في اليمن في تدمير العديد من المرافق الصحية وتضررها، ولم يعد يعمل سوى نصف القطاع الطبي، ويعاني معظم اليمنيين صعوبة في الحصول على رعاية صحية، وفق الأمم المتحدة.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 23.7 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، بينهم نحو 13 مليون طفل.
📹 ترخي الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السكان بثقلها على الاستعدادات لإحياء #عيد_الأضحى في مدينة #عدن اليمنية.#فرانس_برس pic.twitter.com/QnyFPOyhUG
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) June 24, 2023
شبه أموات
وقال المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ في منتدى اليمن الدولي الذي عُقد في لاهاي منتصف يونيو/حزيران الماضي، إن “الحرب الاقتصادية اشتدت”.
وأضاف “اتخذ الطرفان إجراءات تصعيدية وتدابير اقتصادية مضادة، مما زاد من وقع الضرر على اقتصاد اليمن الذي يعاني أصلًا من التحديات، وكان لذلك كما نعلم جميعًا أثر مدمر على الشعب اليمني في نهاية المطاف”.
وأغرق النزاع اليمن، وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتسبب في تراجع ناتجه المحلي الإجمالي إلى النصف، حسب البنك الدولي.