الاقتتال في السودان.. نازحون بمدينة دنقلا يصفون الوضع المأساوي في مراكز الإيواء (فيديو)

يعاني النازحون السودانيون بمراكز الإيواء في مدينة دنقلا ظروفًا صعبة منذ نزوحهم بعد بداية الاقتتال في الخرطوم بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الخميس، الأوضاع في أحد هذه المراكز، ووقفت على معاناة النازحين الذين يطالبون السلطات ومنظمات الإغاثة بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لهم.
وقالت أم نازحة إنها “المرة الأولى التي آتي فيها إلى دنقلا أنا وأطفالي الخمسة”، وروت ما حدث في بداية الاشتباكات، قائلة إنها حملت أطفالها وركبت أول حافلة قادتها إلى هنا في رحلة استغرقت يومان، وأشارت إلى أن ركاب الحافلة كلهم تعرضوا للنهب في طريقهم.
وأفادت أن جزءًا من الأسر النازحة تكفلت بهم مفوضية اللاجئين، فيما فتح عدد من شباب المدينة مدارس وأعدّوها لاستقبال نازحي الخرطوم.
وتعاني الأم من ارتفاع الضغط والسكري، وتقول إن الوضع صعب إذ ينتظر النازحون وجبات المتبرعين حتى يتمكنوا من سد جوعهم، وأفادت أن من يزودهم بالوجبات هم شباب المدينة وربما بعض المتبرعين، إنما لم يتلقوا شيئًا من طرف المنظمات الرسمية.
وطالبت النازحة المؤسسات الإغاثية بتزويدهم بالدواء والأفرشة وتوفير إمدادات لهم.
وقالت نازحة أخرى إنها خرجت بعد شهر ونصف الشهر من بدء الاقتتال، بعد أن اقتنعت وأسرتها أنه لا يمكنهم الاستمرار هناك، وأفادت أنهم وصلوا إلى دنقلا بعد معاناة شديدة لكون الطريق غير آمن.
وتابعت لكاميرا الجزيرة مباشر، أنهم يعيشون الآن بمراكز إيواء، وأنهم استقبلوا استقبالًا حارًا من أهالي دنقلا الذين قدموا الكثير لهم، إلا أنهم يعيشون بظروف صعبة.
وقالت نازحة مُسنة إن الوضع في الخرطوم أصبح سيئ للغاية ما جعلهم يتركون منازلهم دون أن يأخذوا منها شيئًا، وتابعت أنها تعاني آثار جلطة سابقة أصابتها ولا تجد الدواء.
وأفادت المرأة أن عددًا من النازحات اضطررن لبيع ذهبهن حتى يطعمن أطفالهن، في حين توقفت المرتبات وأغلقت البنوك أبوابها.
وقال شاب نازح، إن عدد المصابين بالأمراض المزمنة مرتفع جدًا، وإن جميعهم بحاجة إلى أدوية ومتابعة صحية، كما أشار إلى أن الاحتياج كبير.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الشهر الماضي، أن عدد النازحين قسرًا جراء الاشتباكات المستمرة في السودان وصل إلى 2.2 مليون شخص.
