“زادنا الاقتتال سوءا”.. مزارعون سودانيون يستقبلون 500 نازح من الخرطوم رغم ضيق الحال (فيديو)

اشتكى أهالي قرى منطقة المحس بالولاية الشمالية جدي، صعوبة الوضع المعيشي والإنساني في ظل الاقتتال الدائر بين قوات الدعم السريع (شبه العسكرية) والجيش السوداني.

وقال أحد السكان لكاميرا الجزيرة مباشر، اليوم السبت، إن المنطقة التي كانت تعيش على الزراعة تأثرت بسبب الاقتتال في الخرطوم.

وأفاد بأن المزارعين أصبحوا يجدون صعوبة في تسويق محاصيلهم في الأسواق بعد إغلاق أغلبها، ووصف الوضع قائلا إن “الحياة بدائية، إذ يعتمد الناس على رعي الأغنام والزراعة في مناطق محدودة لا يمكن الاستثمار فيها”.

واعتبر المزارع أن “الحياة أصبحت أصعب مما كانت عليه”، متمنيا أن يعم السلام مجددا في السودان. وقال آخر إن الوضع مختلف عن ما قبل الاقتتال، على مستوى الأسعار والمعيشة بشكل عام.

وقال المتحدث للجزيرة مباشر إن استمرار الاقتتال بهذا الشكل “قد يؤدي إلى انتهاء حياة سكان المنطقة بسبب الوضع المعيشي الرث”.

وأوضح المزارع أن المنطقة كانت مهمشة وتعاني قلة المواصلات والخدمات الأساسية، وأن الاقتتال في الخرطوم زاد الوضع سوءًا.

وقال الرجل بحرقة شديدة “غلبتنا قلة الحيلة، لا نملك مالًا نزرع به أرضنا أو نهاجر به إلى مكان آخر”، وتابع “لم نعد قادرين على النوم بسبب ما نسمعه من أحداث نهب وقتل واغتصاب”.

السودان مستشفى سوبا الجامعي
مريض داخل مستشفى سوبا الجامعي بجنوب العاصمة الخرطوم (الفرنسية)

ويعاني سكان المنطقة قلة المراكز الصحية وشح الدواء أيضا، حسب ما أفاد به مواطنون قالوا للجزيرة مباشر إن المراكز الصحية في المنطقة تفتقر إلى الخدمات، وإن إجراء العمليات الجراحية يحتاج إلى السفر إلى مناطق فيها مستشفيات أكبر.

والتقى مراسل الجزيرة مباشر بنازحين من الخرطوم إلى قرى المحس، فقالوا إن وضعهم أصعب؛ إذ يعيشون بمساعدات أهل المنطقة المحدودة دون أي دخل أو إمدادات إغاثية.

وقال نازح إن أسرته المكونة من 4 أفراد تلقى الدعم من سكان المنطقة الذين يعانون بدورهم، في حين لا تجد الأسر المكونة من 8 أفراد مثلا من يقدم لها المساعدة بسبب الوضع العام.

وقال مسنّ من ولاية جدي إن سكانها حاولوا استقبال النازحين إليها استقبالا حارا وتوفير جميع احتياجاتهم مع أسرهم، إلا أن الوضع المعيشي صعب.

وتابع المتحدث قائلًا إن سكان المنطقة فتحوا منازلهم للنازحين ومنازل أبنائهم من المهاجرين سواء إلى خارج السودان أو مناطق داخلها، مضيفا “تقاسمنا معهم ما نملك وإن كان شديد البساطة”.

وقال الرجل إن عدد النازحين إلى قرية جدي يقارب 500 فرد، وقد وفر لهم الأهالي القوت اليومي رغم إنتاج المزارعين البسيط.

وشكّل أهالي القرى لجنة طوارئ قالوا إنها عملت أزيد من شهرين على استقبال النازحين من الخرطوم ومراكز الاقتتال المستمر منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي، مطالبين بمساعدات من المنظمات الإنسانية والإغاثية حتى يتمكنوا من استقبال عدد أكبر.

أشخاص يجلسون في الظل خارج مخيم للنازحين في الصوار، على بعد حوالي 15 كيلومترًا شمال ود مدني – 22 يونيو / حزيران 2023 (الفرنسية)

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، في يونيو/ حزيران الماضي، أن عدد النازحين قسرًا جراء الاشتباكات المستمرة في السودان وصل إلى 2.2 مليون شخص.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان