“مسجد تحت الأرض”.. من مخزن بيزنطي إلى أحد أعرق جوامع إسطنبول (فيديو)

رغم أنه لا يشبه المساجد التركية، من حيث الفخامة والإضاءة والهندسة المعمارية الفريدة، فإنه يتميز بجو هادئ يُشعر بالسكينة والهدوء ومفعَم بعبق التاريخ.

مسجد (ييرالتي) أو “مسجد تحت الأرض”، يعود تاريخه إلى سنة 570 ميلادية، ويقع في حي (بي أوغلو) بالقسم الأوربي من مدينة إسطنبول، وهو الوجهة الأولى للسياح من جميع أنحاء العالم.

يجمع الحي الشهير بين عراقة الماضي والحداثة، وبه ميدان تقسيم الشهير وشارع الاستقلال وبرج غلاطة، وكذلك منطقة عامرة بالمقاهي والمحال التجارية على الطرازين الغربي والتركي الأصيل.

كان للحي دور كبير في تحصين البيزنطيين أنفسهم أثناء محاولات المسلمين فتح القسطنطينية، وتدور كثير من القصص التاريخية في هذا المكان، فضلا عن دور الصحابة بقيادة أبو أيوب الأنصاري، ووفاة نحو ألف من الصحابة بتلك المنطقة أثناء حصار القسطنطينية.

صورة من أمام مسجد أيا صوفيا في إسطنبول

مسجد تاريخي

أثناء الحكم البيزنطي، كان المسجد يُستخدم مخزنًا تربط منه السلاسل التي تغلق منطقة الخليج أثناء حصار المسلمين للقسطنطينية، كما يطلَق عليه أيضًا “مخزن الرصاص”.

وبحسب رواية متداولة سردها أهالي الحي، رأى علماء رؤيا، خلال حكم الدولة العثمانية، عن المكان الذي كان مهملًا لفترات طويلة، فأمر السلطان محمود الأول بالحفر، إلى أن عُثر على قبر الصحابي وهب بن عشيرة، والتابعي سفيان بن عيينة. كانا قدما مع الجيش الأموي أثناء محاولات فتح القسطنطينية، لكنهما أُسرا وتوفيا، فقرر السلطان حينئذ تحويل هذا المكان إلى مسجد، وأقام مقابر هناك بين عامي 1753 و1756.

أحد المساجد في تركيا (الفرنسية)

إلا أن روايات أخرى تفيد بأن المقابر الموجودة داخل المسجد رمزية تقديرًا لدور الصحابة الكبير في فتح القسطنطينية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان