وسط الاشتباكات الدائرة بالأسلحة الثقيلة.. أسرة سودانية نازحة تحكي “لحظات الرعب” (فيديو)

التقت كاميرا الجزيرة مباشر، مع أسرة سودانية، نزحت من الخرطوم إلى مدينة الأبيض (غرب) هربا من الاقتتال المتواصل بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع.
وسرد أفراد الأسرة الأهوال التي صادفوها عند اندلاع الاشتباكات، فجأة في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط القتال الشرس بالأسلحة الثقيلة وانعدام الغذاء والدواء.
وفي يوم السبت 15 إبريل بدأت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط العاصمة الخرطوم، وفي ولايات أخرى، راح ضحيتها حتى الآن، أكثر من 3 آلاف مدني وصاحبتها فوضى وأعمال نهب وسلب وحرق.
وسط القتال الشرس
وحكت ربة المنزل التي نزحت إلى مدينة الأبيض غرب السودان ما جرى ذلك اليوم، وقالت إنها تسكن بالقرب من مقرّ الاحتياطي المركزي في الخرطوم، وسمعت حوالي الساعة العشرة صباحا في يوم السبت 15 إبريل وهو اليوم الذي اندلع فيه القتال- أصوات ذخيرة وضرب نار كثيف.
وقالت إنه حتى ذلك الوقت لم يكونوا يدركون ما الذي يحدث، عندما عرفوا من خلال التلفاز أن هناك اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وكانت منطقتهم من ضمن مناطق الاشتباك.
وذكرت أنهم مكثوا في الخرطوم حتى فترة بعد العيد، حيث لم يستطيعوا المغادرة بسبب الاشتباكات العنيفة قرب المنطقة التي يسكنون بها مشيرة إلى أن أعنف اشتباك حدث قرب منطقة سكنهم كان في يوم الجمعة 9 يونيو.
وروت أن الاشتباك بدأ منذ صلاة الظهر ولم ينته إلا في الليل عند الساعة التاسعة مساء، مشيرة إلى أنهم ظلوا طيلة الفترة هذه تحت الأسِرّة ومعهم الأطفال دون طعام أو شراب، وسط الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة.
وقالت إنهم لم يتذوقوا الطعام في ذلك اليوم، الذي وصفته بأنه كان الأصعب في حياتهم، وأنه وسط كل ذلك، باغتهم أفراد من قوات الدعم السريع ودخلوا إلى المنزل عنوة.
وأضافت أن أفراد قوات الدعم استجوبتهم واتهمتهم بأنهم قاموا بتصوير ما دار أثناء معركة، وقامت بالاستيلاء على الهاتف الخاص بها وبجارتها وأولادها، وحاولوا أخذ سيارة كانت موجودة بالمنزل.
وعن هذه اللحظات قالت إن القوات أطلقت النار على باب المنزل ودخلته فقامت هي وأولادها بالدخول إلى الحمام للاحتماء من الطلقات، لكن القوات أجبرتهم على الخروج بعد أن حاولوا كسر الباب.
وعن تدبير المعيشة اليومية في ظل ظروف الاشتباكات الدائرة، قالت إن الحياة كانت تسير بوتيرة شديدة الصعوبة، وإن معظم المحلات والأفران قد أغلقت ما تسبب في ضائقة معيشية حقيقية.
وقالت إنهم اضطروا لاستخدام الأدوية العشبية وما توفر منها بالمنزل بسبب انعدام الأدوية وإغلاق الصيدليات، وخروج معظم المستشفيات من الخدمة جراء الاشتباكات.
ويحكي طفل بالعائلة (عادل) ما حدث عند دخول قوات الدعم السريع للمنزل، وقال إنه طلب منهم عدم إيذاء خالته، عندما صوّب أحدهم السلاح نحوها، وقال إنه استحلفه عدم المساس بها لأنها ضيفة عندهم.