“اختنقنا في الخيام”.. جولة ترصد حال لاجئين بعكار مع اشتداد الحر وانقطاع الكهرباء (فيديو)

اشتكى اللاجئون السوريون في مخيم “الخربة” بمحافظة عكار الريفية بأقصى شمال لبنان، من المكوث في الخيام المكونة من البلاستيك والنايلون، في ظل موجة ارتفاع الحرارة التي تضرب المنطقة.

وقال لاجئون لكاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الثلاثاء، إنهم لا يملكون حلولًا لمواجهة الحر في ظل انقطاع الكهرباء بشكل مستمر وعدم استطاعتهم تشغيل المراوح.

وأفادت نازحة أنه حتى الماء الذي يمكنه أن يخفف وطأة الحرارة غير متوفر، إذ يجد أهالي المخيم ماء الشرب بصعوبة شديدة بسبب ارتفاع أسعاره.

“اختنقنا داخل الخيام”

وعبّر طفل لاجئ عن حاجته إلى الكهرباء حتى يتمكن من تشغيل المروحة، قائلًا “اختنقنا داخل الخيام”، وتابع “يا ريت عندنا مراوح حتى نقدر نتنفس”.

وقالت لاجئة إنهم يعيشون ظروفًا صعبة جدًّا بسبب ارتفاع الحرارة، وإنها تعيش مع أسرتها المكونة من 8 أفراد في خيمة واحدة لا يتوفر فيها حمّام؛ إذ تشترك كل 6 خيام في حمّام واحد، على حد قولها.

واشتكت من قلة الماء في المخيم، وأن الماء لا يصل إليهم إلا مرة في الشهر، كما أن الكهرباء دائم الانقطاع.

ويكتظ مخيم الخربة بخيام نُصبت كلّ منها بجوار الأخرى لتكفي عدد اللاجئين، ويعتبر من أكبر المخيمات في عكار بشمال لبنان.

40 درجة مئوية

ورصدت الجزيرة مباشر معاناة اللاجئين السوريين في شمال لبنان وسط ارتفاع الحرارة إلى مستويات قياسية بلغت 40 درجة مئوية، وهي معدلات غير مسبوقة في لبنان الذي لم يتعود سكانه عليها، فضلًا عن سكان المخيمات.

ويتكون الجزء الأكبر من خيام اللاجئين من النايلون والبلاستيك للوقاية من برد الشتاء، إلا أن ذلك يرفع درجات الحرارة داخل الخيام بشكل كبير في فصل الصيف.

وبينما يحتمي الناس عادة ببيوتهم مع ارتفاع درجات الحرارة، ويُشغلون المراوح والمكيفات، يهرب اللاجئون من الخيام بسبب ارتفاع الحرارة داخلها أكثر من خارجها.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية كبيرة، تسبّبت في صعوبة وصول الكهرباء إلى المواطنين بشكل دائم. وقد شملت هذه الأزمة مخيمات اللاجئين، إذ أكد سكان المخيم أن الكهرباء لا تصل إليهم إلا ساعة واحدة فقط يوميًّا، وهو ما يفاقم من معاناتهم، سواء في الصيف أو في الشتاء.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان أكثر من 1.8 مليون، نحو 880 ألفًا منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.