ميدل إيست آي: الدعم السريع تنهب ممتلكات السودانيين وتبيعها في “أسواق دقلو” (فيديو)

بعد عودة عدد من النازحين السودانيين من القرى والمدن المجاورة إلى الخرطوم، وثّق بعضهم نهب منازلهم وسرقة الكثير من الممتلكات التي تركوها خلفهم.

واتهم عدد من النازحين العائدين عناصر قوات الدعم السريع “شبه العسكرية” بسرقة ممتلكاتهم، وقد أكد تقرير لموقع (ميدل إيست آي) البريطاني صحة هذه التهمة.

“أسواق دقلو”

وذهب التقرير، السبت، إلى أن أسواقا سُميت بـ”أسواق دقلو” نسبة إلى محمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع، “تباع فيها هذه البضائع المسروقة”، وفق الموقع.

السودان غاز
(الفرنسية)

بضائع ثمينة

وقال شهود عيان للموقع إنه “في هذه الأسواق يمكن العثور على مختلف أنواع المنتجات، من أجهزة التلفزيون والراديو، وصولًا إلى السيارات”.

وأفاد مصدر آخر في العاصمة السودانية لـ(ميدل إيست آي) بأن “قوات الدعم السريع يعيدون طلاء السيارات ويتخلصون من لوحاتها ثم يبيعونها أو يهربونها إلى أسواق خارج الخرطوم”.

وتُعرض في الأسواق بضائع ثمينة بمناطق شعبية في كل من الخرطوم وكردفان ودارفور، وقال التقرير إن “الناهبين يهاجمون منازل الأثرياء تحديدا، ثم يمنحون القطع لمهربين قصد بيعها للتجار”.

وذكر التقرير أن الناهبين في بعض الأحيان يساومون أصحاب المسروقات لإعادتها إليهم مرة أخرى، وقد طالت عمليات النهب مستودعات تابعة للأمم المتحدة.

وأوضح أن “العديد من السودانيين الذين سُرقت ممتلكاتهم يلجؤون إلى التعامل مع السماسرة أو الوسطاء لمحاولة استعادة ممتلكاتهم، خاصة الوثائق المهمة مثل جوازات السفر”.

ونقل الموقع البريطاني عن أستاذ جامعي أنه “دفع 1000 دولار لاسترجاع جواز سفره، الذي نُهب من داخل مكتبه في الجامعة في بداية الاقتتال”.

فتيات سودانيات هربن من الصراع في إقليم دارفور بالسودان يُقمن في ملاجئ مؤقتة قرب الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

ووثّق الموقع نهب ممتلكات المواطنين النازحين من بيوتهم، عبر شهادات جمعها من الضحايا والمهربين والتجار أيضًا، مشيرًا إلى أنه طوال الاقتتال المستمر “أنكرت قوات الدعم السريع نهب منازل المدنيين السودانيين”.

وكانت القوات قد أعلنت في وقت سابق عن تشكيل “فرقة عمل مخصصة لحماية المدنيين”، ووعدت بإعادة الأشياء التي سرقتها العصابات.

وانتهى بيان أصدرته قوات الدعم السريع في 13 مايو/ أيار، وفق التقرير، بجملة “نؤمن إيمانا راسخا بالقانون والنظام، ونتعهد بالتعامل الصارم مع أي تقارير عن جرائم أو نهب أو سرقة”.

سرقة مستودع الأمم المتحدة

قال التقرير إنه “في بداية شهر يونيو/ حزيران الماضي، تم نهب مستودعات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وألقى السكان المحليون باللوم على قوات الدعم السريع، على الرغم من أن برنامج الأغذية العالمي لم يوجه أصابع الاتهام إلى جهة محددة”.

وقالت الأمم المتحدة إن المساعدات الغذائية لـ4.4 ملايين شخص معرضة للخطر، وإنها سجلت خسائر تقدر بأكثر من 60 مليون دولار منذ بدء الاقتتال في السودان.

ونقل الموقع عن شاهد عيان أنه “بعد نهب المستودعات، كانت هناك فترة أسبوعين ينقل فيها المواطنون البضائع إلى سوق في حي طيبة بمدينة الأبيّض وهو الأقرب إلى المستودعات”.

وأفاد المتحدث للموقع بأن “عناصر قوات الدعم السريع اقتحموا المستودعات”، مضيفًا أن قوات حميدتي “لم تكن الطرف الوحيد الذي استفاد من غارة برنامج الأغذية العالمي”.

لاجئات سودانيات في طابور لتلقي حصتهن الغذائية من برنامج الغذاء العالمي قرب الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

“اخرجوا من بيوتنا”

وأطلق حقوقيون وناشطون ومحامون حملة بعنوان “اخرجوا من بيوتنا سنعود”، وسجلت الحملة، وفق التقرير، نحو ألف ضحية للنهب، يسعون إلى رفع دعاوى قضائية على من أطلقوا عليهم “غزاة الخرطوم”،.

وقال الموقع البريطاني، إن “لجان المقاومة -المكونة من ناشطين يناضلون لأجل الديمقراطية في السودان- تعمل على إعادة الممتلكات المسروقة، بما في ذلك السيارات”.

وأفاد أعضاء من اللجنة في منطقة الخرطوم لميدل إيست، أنهم “اعتقلوا قادة العصابات وعثروا على مخابئ للممتلكات المسروقة، وتمكنوا بعد ذلك من إعادتها”.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي

إعلان