“شيلونا من الصحرا”.. لاجئون سودانيون زجت بهم السلطات التونسية في صحراء ليبيا يستنجدون بالمنظمات الدولية (فيديو)

نقلت كاميرا الجزيرة مباشر مأساة لاجئين سودانيين عالقين في الصحراء الليبية منذ أيام، بعد أن نزحوا من بلادهم التي تعيش تحت وطأة الحرب منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي.
وقال اللاجئون إنهم نزحوا نحو تونس، إلا أن حرس الحدود تصدى لهم، وألقى بهم في الصحراء الليبية من دون ماء ولا طعام.
وأفاد اللاجئون السودانيون بأنهم “تلقوا معاملة سيئة من الحرس التونسي، إذ تعرّض بعضهم للضرب والركل، كما أطلقوا عليهم الكلاب”، على حد وصفهم.
وسجَّل أحد اللاجئين من السودان للجزيرة مباشر، شهادة مؤثرة، قال فيها “نتمنى يشيلونا من الصحرا”، وتابع “لقد قدَّمنا طلبًا لمفوضية اللاجئين لكنها لم تهتم بنا، نحن الآن عالقون في الصحراء، لم نتمكن من دخول تونس ولا ليبيا”.
وقال حرس الحدود الليبي للجزيرة مباشر، إنهم يستقبلون في اليوم ما بين 40 و70 من اللاجئين السودانيين والمهاجرين غير النظاميين من دول مثل نيجيريا.
وأوضح المسؤول عن الحرس الحدودي أنه جرى التواصل مع الجانب التونسي، إلا أن السلطات أفادت بأنها “تلقت أوامر بطرد المهاجرين نحو الحدود الليبية”.

وعثرت السلطات الليبية، أمس الثلاثاء، على مجموعة جديدة في الصحراء دون ماء، وسط الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وقال هؤلاء للجزيرة مباشر إنهم يسيرون في الصحراء منذ يومين.
وبدا التعب والجوع والعطش على المهاجرين الذين عانى بعضهم إصابات احتاجت إلى العلاج، بينما قضى آخرون 5 أيام بانتظار منظمات دولية تتعامل مع وضعهم.
وقال أحد اللاجئين السودانيين إنهم تركوا خلفهم أعدادًا كبيرة من المهاجرين بينهم أُسر شقوا طريقهم وسط الصحراء، ووصف الوضع بـ”المأساوي”.
وقال اللاجئ السوداني “السلطات التونسية تركت المهاجرين وبينهم أطفال في الصحراء بدون ماء”، وأضاف “من المفترض تسليم المهاجرين إلى جهة معينة، أو إعادتهم إلى دولتهم بدل تركهم في الصحراء”.
وقال نازح آخر “السودانيون مجبورون على هذا الوضع، ويجب التعامل معهم بطريقة أفضل”. وأوضحت السلطات الليبية أن أغلب النازحين هم من إقليم دارفور الذي يعيش الاقتتال المستمر بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين قسرًا جرّاء الاشتباكات المستمرة في السودان وصل إلى 2.2 مليون شخص.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إنه منذ 15 إبريل الماضي “نزح أكثر من مليون و670 ألف شخص داخليًّا في السودان، بينما بلغ عدد من غادروا الحدود نحو 528 ألفًا و147”.
وأشارت إلى أن النازحين داخليًّا خرجوا من 6 ولايات رئيسة، بما في ذلك الخرطوم، وغرب دارفور، وجنوب دارفور، وشمال دارفور، وشمال كردفان، ووسط دارفور.
وكشفت المنظمة أن ما يقرب من 3 آلاف و800 شخص لقوا حتفهم على طرق الهجرة، داخل ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام الماضي.