حكاية “البزق”.. لبناني يجمع بين الفن والهندسة لصناعة آلة موسيقية عمرها 5 آلاف سنة (فيديو)

في ورشة بأحد شوارع بيروت، يَنكبّ شاب ثلاثيني على قطع الخشب وخيوط الصيد، ليصنع منها آلة موسيقية يجيد العزف عليها أيضًا.

يقول جورج الشيخ لكاميرا الجزيرة مباشر، إنه يعزف على كل آلة من آلات “البزق” بعد أن يفرغ من صناعتها حتى يختبرها.

درس الشاب الهندسة المدنية ثم الموسيقى، ليستثمر المهارتين في صناعة الآلات الموسيقية. يُدخل جورج تغييرًا على كل آلة يصنعها، ويقول إنه يتوق إلى العزف عليها قبل بيعها.

ترك جورج الشيخ عمله في مجال الهندسة من أجل التفرغ لصناعة البزق، لشغفه بالآلة القديمة والنادرة التي يعود عمرها إلى أكثر من 5 آلاف سنة.

عزف الصانع للجزيرة مباشر أنغامًا بديعة للمطربة فيروز في ورشته، وقال إنه يمارس المهنة منذ 3 سنوات، وبدا سعيدًا بعمله الذي تعلّمه بسرعة.

أوضح جورج أنه يمتلك طريقة خاصة في صناعة البزق، إذ يعمل على رسم شكله وتصميمه في البداية قبل التنفيذ، وقال إن الآلة تنتمي إلى تراث المنطقة، وإنها من عائلة العود، وإن آلات مشابهة تنتشر أيضًا في تركيا وإيران والهند واليونان.

ومضى إلى أن هذه النسخة من الآلة لا توجد غير بمنطقة شرق المتوسط، إذ لا يمكن القول إنها عربية (وإن كان يطلَق عليها ذلك) إذ لا تعود إلى تراث الآلات الموسيقية في مصر مثلًا، وتنتشر في لبنان وسوريا وفلسطين.

وأظهر جورج للجزيرة مباشر كيف يصنع البزق، موضحًا أن صناعة الآلة الواحدة تحتاج إلى شهر من العمل إذا تفرغ لها، وقد تستمر أكثر إذا كان يصنع أكثر من واحدة، قائلًا إنه يعتمد بشكل كبير على آلات تصهر الخشب بالحرارة، وإن الأمر يصبح صعبًا مع دخول فصل الصيف.

وأضاف الشاب أن الأزمة الاقتصادية في لبنان أثرت عليه أيضًا، مشيرًا إلى أن الطلب على آلاته من خارج البلد من طرف لبنانيين وسوريين وفلسطينيين يعيشون في أوربا أكثر من داخله.

وعن الصعوبات التي واجهها الصانع في بداية عمله، قال إنه عانى شح السلع التي يحتاج إليها في السوق بالإضافة إلى تغيّر أسعارها وارتفاعها، أما الآن فقد أصبح الوضع أفضل بزيادة المبيعات بعض الشيء.